تجري بنا الدنيا وتلهث بنا السنون قد يطول عددها وقد يقصر تجري بنا في الصيف في الشتاء في البرد والحر تحت المطر والشمس ولكنها في الاخير تتعب من حملنا وتملنا وتتعثر في مواصلة المشوار بنا وتوقعنا أو ترمينا في حفرة قد تكون فسيحة لبعضنا ظلماء للبعض الاخر لا ندري ما مصيرنا فيها ولكن هذه الدنيا لا تعبأ بنا أين رمتنا هي همها الوحيد أنها تخلصت منا وتذهب لتواصل مشوارها اللاهث مع غيرنا مع من جاء بعدنا وتاه في سحرها وبهائها الزائل ونسي أن هناك سحر وبهاء دائم يستطيع أن يفوز به لو بذل مجهودا أكبر غبر مجهود الجري وراء الخبزة والملذات والشهوات الزائلة وينسى انه كان الأوجب أن يتعب ويشقى وراء تحصيل الجنة والنعيم المقيم وأن لا يجعل الدنيا أكبر همه ولامبلغ علمه لأنها في الاخير سوف ترميه وتواصل مسيرتها غير ابهة بما سوف نلقاه في الاخرة هي دورها أن تجذبها إليه كما تجذب امرأة حسناء رجلا متزوجا إليها وهو عليه أن يختار هل يتبع هواه ويسعى وراء شهواته ويدمر بيته في اي وقت أو يصدها ويذهب إلى من هي حلاله وتقاسمه فرحه وهمه على عكس تلك الحسناء التي تبتز نقوده وترميه في مصائبه, إن الدنيا تفرح بنا وتغرينا للتمتع فيها والتمسك بيها ولكنها يوم ترمينا في وحشة القبر لم تعد لتذكرنا ولا حتى تسأل عنا فالدنيا غرورة غدارة أما الاخرة فهي الباقية التي وجب أن نحرص عليها ونؤمنها أما الدنيا فهي دار عبور, اللهم أمنا في الدنيا والاخرة وارحمنا واعفو عنا إنك ولي ذلك والقادر عليه