الشاهد حكيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشاهد حكيم

الشاهد حكيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفرق بين الساعة والقيامة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو محمد




عدد المساهمات : 39
تاريخ التسجيل : 28/03/2013

الفرق بين الساعة والقيامة Empty
مُساهمةموضوع: الفرق بين الساعة والقيامة   الفرق بين الساعة والقيامة Emptyالأربعاء أبريل 03, 2013 3:40 am

من قلم : زياد السلوادي
تصميم عرب تايمز ..... جميع الحقوق محفوظة

عالم القرن العشرين ألبرت أينشتاين وتفسير معنى ( قيام الساعة )
الجزء الأول
الفرق بين الساعة والقيامة
أولاً – الساعة
ذكرت لفظة الساعة في القرآن الكريم ثماني وأربعين مرة ، ثمان منها لقياس الزمن الدنيوي في مثل قوله تعالى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف: 34 . وقوله تعالى (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ .. ) التوبة: 117 . وأربعون أخرى في المعنى القريب من معنى ( القيامة ) في مثل قوله تعالى (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ) القمر: 46 . وقوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ .. ) الجاثية: 32 . والملاحظة الأولى أن المرات الثماني التي وردت فيها الكلمة لتدل على زمن دنيوي قد وردت جميعاً غير معرفة بأل التعريف ( ساعة ) ، لتدل على وقت يختلف من مرة لأخرى . بينما المرات الأربعون التي حملت المعنى الآخر القريب من معنى ( القيامة ) قد وردت جميعها معرفة بأل التعريف ( الساعة ) لتدل على زمن واحد مشترك في جميع المرات الأربعين التي وردت فيها . والملاحظة الثانية الجديرة بالاعتبار أن المعنى الثاني القريب من معنى ( القيامة ) قد ترافق معه ذكر معنى المباغتة ( البغتة ) في ستة مواضع في مثل قوله تعالى ( فهل ينظرون الا الساعه ان تاتيهم بغته .. ) محمد: 18 . وقوله تعالى (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا .. ) الأنعام: 31 . والملاحظة الثالثة أن المرات الأربعين قد ورد في خمس منها معنى سرعة حدوثها ( كلمح البصر ، قريب ، قريباً ، أقرب ) في مثل قوله تعالى (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النحل: 77 . وقوله تعالى (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ) الأحزاب: 63 . والملاحظة الرابعة أن ذكر الساعة قد ورد أربع مرات كبديل لعذاب الدنيا ، في مثل قوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الأنعام: 40 . وقوله تعالى (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) يوسف: 107 . وقوله تعالى ( .. حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ .. ) مريم: 75 . والملاحظة الخامسة أن ذكر الساعة قد ورد أربع مرات مترافقاً مع التأكيد على أنها ( لا ريب فيها ) ، في مثل قوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا .. ) الكهف: 21 . وقوله تعالى (وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) الحج: 7 . والملاحظة السادسة والأخيرة أن ذكر الساعة قد ورد سبع مرات مترافقاً مع تعبير العلم بها ( علم الساعة ) ، في مثل قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) الزخرف: 61 . وقوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي.. ) الأعراف: 187 . وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ.. ) لقمان: 34 .
ولأن تعبير ( الساعة ) قد تم أخذه من معنى قياس الزمن ، فأحرى بنا أن نفهم ما هو الزمن ؟ وما حقيقته ؟ وما تأثيره علينا ؟
خلق الله تعالى الزمن مرتبطاً بالمكان ، لا ينفصل أحدهما عن الآخر ، حتى أن علماء الفيزياء يسمون ذلك ( الزمكان ) ، ويعتبرون الزمن هو البعد الرابع للمكان بعد الأبعاد الثلاثة الأولى التي هي الطول والعرض والارتفاع ( الحجم ) . وقد تأقلم المخ البشري والعقل الإنساني على ذلك بحيث يصعب على العقل أن يتصور المكان دون زمن أو يتصور شيئاً اسمه ( اللازمن ) ، مع أن المؤمن بالآخرة يعلم أن الآخرة ليس فيها زمن كما في الدنيا ، حيث أن القرآن الكريم لم يذكر زمناً مرتبطاً بالحياة الآخرة إلا للتعبير عن الديمومة أو الخلود في مثل قوله تعالى عن أصحاب الجنة (لا يسمعون فيها لغوا الا سلما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) مريم: 62 . وقوله تعالى عن أصحاب النار (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا) النبأ: 23 . وقوله تعالى عن الفريقين (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ .. ) هود: 107 ، 108 . وجميع ذلك تعبيرات أرضية دنيوية لكي يفهم الناس معنى الخلود ، وذلك أن العرب كانوا يستخدمون هذه التعبيرات لوصف دوام شيء ما . وقد كشف لنا العالم ألبرت أينشتاين في مطلع القرن العشرين أن الزمن شيء نسبي وليس شيئاً ثابتاً ، وذلك في نظريته الشهيرة المعروفة باسم النظرية النسبية ، حيث يقرر علاقة عكسية بين السرعة والزمن فيقول إنه كلما زادت سرعة جسم ما قل زمنه ، حتى إذا بلغت السرعة سرعة الضوء أصبح الزمن صفراً ، وقد أثبتت التجارب صدق هذه المقولة بعد ذلك .
تبعد الشمس عن الأرض مسافة 93 مليون ميلاً أو ما يعادل 150 مليون كيلومتراً ، وتبلغ سرعة الضوء ( أعلى سرعة معروفة في الكون كله ) 186 ألف ميل أو ما يعادل 300 ألف كيلومتراً في الثانية الواحدة ، أي أن ضوء الشمس يستغرق 500 ثانية أو حوالي 8 دقائق لكي يصل الى الأرض ، ويعني ذلك أن الشمس تشرق علينا فعلاً قبل أن نراها بزمن قدره حوالي ثماني دقائق ، ويمكننا القول إن الشمس تبعد عن الأرض مسافة ثماني دقائق ضوئية ، أي أن أيّ حدث يمكن أن يحدث في الشمس فإننا لا نراه ولا نعلم عنه شيئاً ولا نحس بأثره إلا بعد ثماني دقائق من حدوثه حين تصلنا صورته محمولة على الضوء الصادر من الشمس إلينا . فإذا قسنا هذا الأمر على نجم آخر غير الشمس يبعد عنا مسافة ألف سنة ضوئية فإننا حين ننظر إليه من خلال تلسكوب عملاق فسوف نرى الماضي في هذا النجم قبل ألف سنة . والآن تعال نتخيل أننا اخترعنا طريقة ما للسفر عبر الفضاء بأسرع من الضوء بآلاف المرات ثم سافرنا الى كوكب يبعد عنا مقدار 1380 سنة ضوئية فوصلنا إليه في لحظات قليلة ، ثم رحنا نراقب الأرض بتلسكوب عملاق نرى من خلاله أدق الأشياء على الأرض ، فما هي الأشياء التي يمكننا رؤيتها ؟ سوف نسلط التلسكوب على مكة المكرمة لنرى ( على الهواء مباشرة ) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب الى غار حراء قبيل الوحي ، وسنرى الكعبة المشرفة والمشركون يطوفون بها وينحرون الذبائح لأصنامهم ، ثم سنرى بداية الدعوة ونرى الصحابة الكرام ونرى كيف كان الكفار يعذبون المستضعفين من المسلمين ، وبعد 13 سنة سنرى الهجرة ، وبعدها سنرى الغزوات ، كل ذلك كما حدث تماماً ولكن في وقتنا نحن على الكوكب البعيد وليس في وقت من نراهم على الأرض ، ولكنه بالنسبة إلينا سيكون بثاً على الهواء مباشرة ويمكننا تسجيله ( فيديو ) فيصبح فيلماً حقيقياً بأشخاصه الحقيقيين ! والآن دعنا ندخل الى الفكرة الحاسمة التي ستسهل لنا فهم معنى ( الساعة ) .
تخيل أن في هذا الكوكب الذي سافرنا إليه وراقبنا الأرض منه أناساً مثلنا مخلوقين في هذا الكوكب ، ولكنهم بدائيون بسطاء ، فقمنا بإطلاعهم على الأحداث الجارية على الأرض من خلال التلسكوب فتفاعلوا معها وعرفوا أسماء الأشخاص الذين يشاهدونهم ، ثم قلنا لهم إن هؤلاء الناس جميعاً هم في الحقيقة أموات منذ أكثر من ألف سنة ، فهل يصدقوننا؟ بالطبع لا ، وكيف لهم أن يصدقونا وهم يرون هؤلاء الأشخاص ( الآن ) أحياء يتحركون ويأكلون ويشربون ؟
وبالعودة الى الملاحظات الست السابقة التي استخرجناها من الآيات الكريمة التي تتحدث عن الساعة نجدها كما يلي :
1- الساعة اسمها مشتق من وحدة قياس زمنية .
2- الساعة تأتي الكفار في كل عصر بغتة .
3- الساعة مترافقة مع السرعة فهي كلمح البصر أو أقرب.
4- الساعة بالنسبة الى الكفار بديلة لعذاب الدنيا ، فإما العذاب وإما الساعة .
5- الساعة لا ريب فيها ، فمن المحتم أن يراها كل إنسان .
6- الساعة لها علم خاص بها لا يعلم تفصيلاته إلا الله تعالى . إن الله عنده علم الساعة .
وبتأمل البنود الستة السابقة نجد أن كون ( الساعة ) مشتقة من وحدة قياس الزمن فإشارة علمية قرآنية الى نسبية الزمن ، لأن الآيات تحدثت عن أن الساعة تأتي الكافرين بغتة ، وحين تأتي فهي سريعة كلمح البصر أو هي أقرب ، ثم إنها بديلة لعذاب الدنيا يتوعد الله تعالى بها الكافرين في كل عصر ويقول إما أن يأتيهم العذاب في الدنيا قبل الساعة وإما أن تأتيهم الساعة أولاً ثم يأتيهم عذاب الآخرة بعد الساعة ، مما يشير الى أن الساعة تأتي في كل عصر وفي كل وقت ، وهي حتمية الحدوث ومن المحتم على كل إنسان أن يراها ، وأما تفصيل حدوثها وطريقة حدوثها فعلم ذلك عند الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ.. ) لقمان: 34 ، ولكننا نلاحظ أن الساعة ذكرت مرتين في حادثتين متشابهتين ، الأولى في شأن عيسى عليه السلام (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) الزخرف: 61 ، ونحن نعلم أن عيسى لم يمت حتى الآن ولكن لا بد من يوم يموت فيه كما قال الله تعالى على لسانه (والسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) مريم: 33 . إذاً فوجوده في السماء مرفوعاً حياً وليس ميتاً ثم رجوعه الى الأرض مرة أخرى فيه علم للساعة . والثانية في شأن أصحاب الكهف الذين ناموا 309 سنين قمرية ثم بعثهم الله تعالى من نومهم كما تقول الآية الكريمة ( وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا.. ) الكهف: 21 . ووجه الشبه في الحادثتين هو غياب أناس ( عيسى وأصحاب الكهف ) عن الدنيا لسنوات عديدة وهم أحياء ثم رجوعهم الى الدنيا مرة أخرى وهم موقنون بالساعة وقد أصبح عندهم علم بها . وقد يسأل سائل عن أشراط الساعة كما في قوله تعالى (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) محمد: 18 . فنقول له كيف يستقيم أن تكون الساعة بغتة بعد أن تجيء أشراطها؟ أليس مجيء أشراطها يلغي كونها تحدث بغتة؟ وهذا الأمر يدفعنا الى فهم أشراط الساعة فهماً غير الذي تداوله المسلمون على مدى قرون ! فأشراط الساعة إذاً هي العلامات التي تظهر على كل إنسان نتيجة تقدمه في السن من شيب شعر وتقوس ظهر وضعف بصر وسمع وتجعد جلد ، فهذه هي الأشراط والعلامات التي تدل على قرب ( ساعته ) ، ثم عندما يموت فإنه يخترق حاجز الزمن ويصل في ( لمح البصر أو أقرب ) الى اللازمن حيث يجد الناس جميعاً قد بعثوا من قبورهم وهو أيضاً مبعوث ، والجميع مجموعون للحساب . ولعلنا حين نتدبر الآية التالية نكتشف فيها ما يقرب هذا الفهم ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) النحل: 77 . فالآية تذكر أن أمر الساعة كلمح البصر


الجزء الثاني
ولعلنا حين نتدبر الآية التالية نكتشف فيها ما يقرب هذا الفهم ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) النحل: 77 . فالآية تذكر أن أمر الساعة كلمح البصر ، فماذا يعني ( لمح البصر ) ؟ إن لمح البصر يعني الطريقة التي نرى فيها الأشياء المختلفة بأعيننا ، ومن المعروف أننا نرى الأشياء عن طريق انعكاس الضوء عن هذه الأشياء الى أعيننا ، والضوء ينعكس الى أعيننا بسرعته البالغة 300 ألف كيلو متراً في الثانية الواحدة فينقل لنا صور الأشياء التي نراها في جزء ضئيل جداً من الثانية ، ولأن سرعة الضوء هي أعلى سرعة معروفة في الكون كله ، فإن الآية تقول إن أمر الساعة في سرعة حدوثها هو كسرعة الضوء ( كلمح البصر ) ، ولكن الآية لا تكتفي بهذه السرعة بل تقول ( أو هو أقرب ) ، أي أن أمر الساعة في سرعة حدوثها هو أسرع من الضوء أيضاً . ولما كانت سرعة الضوء هي أعظم سرعة معروفة في الدنيا على الإطلاق فإن الآية تريدنا أن نفهم سرعة الساعة بمفهومنا الأرضي أولاً ( كلمح البصر ) ثم تريدنا أن نفهم سرعتها بما هو خارج نطاق النظام الدنيوي الأرضي ( أو هو أقرب ) أي أسرع من الضوء ، وليس هناك ما هو أسرع من الضوء في الدنيا . وهذا يعني أن الآية تتحدث عن الانتقال من الزمن الى اللازمن .
مما سبق نستطيع أن نعرّف الساعة بأنها نهاية اللحظة الأخيرة في حياة الإنسان والتي يجد نفسه بعدها أمام الله تعالى في أقل من طرفة عين ، وهي انتقال الإنسان من الزمن الى اللازمن .
وهناك آيات كثيرة تتحدث عن معنى الساعة دون أن تذكر لفظة الساعة صراحة ، ولكننا من مضمون معناها نستطيع أن نستنبط معنى الساعة ونفهمه ، وإليك بعضاً من هذه الآيات :
- ( .. وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) الأنعام: 93 . حين نتأمل الحال الذي تصوره الآية الكريمة ، نجد أن الملائكة تقول للظالمين وهم على وشك الموت أخرجوا أنفسكم ، اليوم تجزون عذاب الهون ، فأي يوم هذا الذي سيجزون فيه العذاب؟ أليس هو اليوم نفسه الذي تخاطبهم فيه الملائكة؟ ألا يعني ذلك أن الزمن قد انتهى بالنسبة لمن يموت وأنه سيوفى جزاءه فوراً ؟
- ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) النحل: 32 . وهذه صورة أخرى لملائكة الموت حين يتوفون الطيبين يقولون لهم ادخلوا الجنة ، فهل بين وقت توفيهم وبين دخول الجنة زمن؟ هل تعني الآية الكريمة أنهم سيتوفونهم أولاً ثم ينتظرون آلاف السنين حتى يبعثوا من قبورهم ثم يقولون لهم سلام عليكم ادخلوا الجنة ؟ أم أن ذلك كله يكون في آن واحد؟ إنه بلا شك المعنى الثاني ، ففي لحظة وفاتهم يقال لهم سلام عليكم ادخلوا الجنة .
- ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ) نوح: 25 . تتحدث هذه الآية عن الكافرين من قوم نوح فتقول إنهم أغرقوا فأدخلوا النار ، والفاء في ( فأدخلوا ) تفيد العطف على التعقيب والترتيب ، أي أنهم بمجرد إغراقهم وموتهم دخلوا النار فوراً .
- ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) الأنفال: 50 .وهذه صورة أخرى لنفس المعنى ، وقوله ( إذ يتوفى .. ) يعني لحظة أن تتوفاهم الملائكة يُضربون ويُعذبون في النار .
كل تلك الصور تعني أن من يموت يبعث في نفس لحظة موته ، حتى أنه يرى الذين غسلوه وصلوا عليه ودفنوه في التراب مبعوثين معه أيضاً ولو ظنوا أنهم عاشوا بعده عشرات السنين . ولكن المشكلة في فهمنا هذا الأمر تكمن في انخداعنا بالزمن ، وتكمن في كوننا نموت فرادى في أوقات ( دنيوية ) مختلفة ، ولكن نبعث معاً وجميعاً في زمن واحد له نظام آخر مختلف عن الزمن المألوف في الدنيا ، أو في اللازمن الذي لا تستطيع عقولنا إدراكه . ولأن هذا الأمر ليس له مثيل في الدنيا حتى نستطيع أن نضرب له مثلاً ، فإن العقل الإنساني سيظل عاجزاً عن الإحاطة به ، لأنه لا بد له أن يلجأ دائماً الى اعتماد تسلسل الأحداث الزمني الذي اعتاد عليه في نظام الدنيا ، فيعتبر الميت منتظراً في القبر إما معذباً بعذاب القبر وإما منعماً بنعيمه حتى تقوم القيامة ( الساعة ) ويخلط كذلك بين معنى الساعة ومعنى القيامة . ولكننا سنحاول ضرب مثل من اختراع علماء الفيزياء وعلى رأسهم عالم القرن العشرين بلا منازع ألبرت أينشتاين ، ومن خلال هذا المثل يمكننا تصور معنى الساعة أو على الأصح معنى قريباً جداً منها .
إن مشكلة العقل الإنساني في استيعابه لمعنى الزمن تكمن في أنه لا يستطيع تصور ( آنيْن ) للزمن مختلف أحدهما عن الآخر ، لأن ( الآن ) في تصور العقل الإنساني هو اللحظة الزمنية التي يحسها الإنسان ويفكر من خلالها ويرى الأشياء ويتفاعل معها من خلال وجود هذه اللحظة الدائم ، ولكي يحافظ العقل على استمرار تصورها فقد اخترع الثواني والدقائق والساعات لقياس الزمن ، ثم تراه يؤرخ للحوادث بالسنين والشهور والأيام ، ذلك أنه يعيش في قفص من الزمان والمكان لا يستطيع الفكاك منه . فالزمن عنده يشبه النهر الجاري الذي يحمل الناس فينقلهم من مكان الى مكان أو من لحظة الى لحظة تالية ثم الى ساعة تالية ثم الى يوم تال .. وهكذا . ولذلك فقد استعصى على العقل أن يدرك ( آنيْن ) معاً ، فإن قلت له إن الشخص الذي مات لتوّه قد انتقل الى نظام زمني آخر غير نظامنا وأنه هناك بجسده وشحمه ولحمه ، فإنه لا يستطيع تصور ذلك ، بخاصة وأنه لا يزال يرى الجسد أمامه بأم عينيه ! فكيف يكون نفس الجسد هنا وهناك في ( آنٍ ) واحد ؟! تلك هي معضلة فهم العقل الإنساني لمعنى ( الساعة ) ، وسوف نحاول تقريب معناها من خلال هذا المثل المتخيل .
فقد أثبت أينشتاين من خلال هذا المثل أن الزمن هو شيء نسبي ويختلف من مكان الى آخر ، فقال :
لنتصور قطاراً طوله 5400000 كيلومتراً يسير في خط مستقيم بسرعة 240000 كيلومتراً في الثانية ، وُضع في منتصفه مصباح ضوء قوي ، وهناك باب في العربة الأخيرة وباب في العربة الأولى يفتحان ذاتياً حين يصلهما شعاع ضوء المصباح ، وفي القطار ركاب يراقبون ذلك ، وفي الخارج في المحطة أناس آخرون يراقبون من الخارج . فحين يضاء المصباح فإن الناس الذين في داخل القطار سيرون البابين يفتحان في نفس اللحظة ، أما الناس في المحطة فسيرون الباب الخلفي يفتح أولاً لأنه يسير مع القطار بسرعة 240000 كيلومتراً في الثانية ويعاكس الشعاع القادم من المصباح الموجود في منتصف القطار ، بينما الباب الأمامي يسير في نفس اتجاه الشعاع مما يؤخر الشعاع عن الوصول الى الباب الأمامي ، فإذا فتح الباب الخلفي بعد 5 ثوان من إضاءة المصباح فإن الباب الأمامي سيفتح بعد 45 ثانية . وهكذا أثبت أينشتاين أن الزمن بالنسبة لركاب القطار يختلف عن الزمن بالنسبة للواقفين على المحطة . أي أن ( الآن ) داخل القطار غير ( الآن ) خارجه ، والأحداث لتي يراها ركاب القطار غير الأحداث التي يراها من هم على الرصيف .
والآن لو تخيلنا أن القطار أطول من قطار أينشتاين بملايين المرات وأن الركاب هم الناس الذين ماتوا قبلنا وأن الواقفين على المحطة هم نحن الذين لا نزال أحياء ، وأن الباب الأمامي سيفتح بعد 40 ألف سنة بدلاً من 45 ثانية ، وحين يفتح فإن قنبلة عظيمة ستنفجر على المحطة ( زلزلة الأرض ونسف الجبال .. الخ ) ، وأن الواقفين على المحطة يقفزون واحداً بعد الآخر الى داخل القطار ( يموتون ) في كل لحظة ، فما الذي سيحدث؟ إنه بالنسبة الى الركاب فإن الباب الأمامي قد فتح والقنبلة قد انفجرت ( زلزلة الأرض ونسف الجبال .. الخ ) ، أما بالنسبة للواقفين على المحطة فإن أمام الباب 40 ألف سنة لا يفتح قبل انقضائها ، وحين يقفز أحد الواقفين على المحطة الى داخل القطار ( يموت ) فسوف يرى الباب الأمامي قد انفتح والقنبلة قد انفجرت ، وأن جميع الذين تركهم على رصيف المحطة قد أصبحوا هم أيضاً داخل القطار ( لأن القنبلة انفجرت ) ، ولكن بالنسبة الى الواقفين على المحطة فلا يزال الباب مغلقاً ، وهكذا فإن المشكلة في الفهم تكمن في كون كلمة ( الآن ) هي كلمة نسبية تختلف في داخل القطار عن خارجه .
كذلك هو الفرق بين الزمن الذي هو في الدنيا فقط وبين اللازمن الذي هو في الآخرة ، أي أن كل إنسان يموت سيخرج من تأثير زمن الدنيا عليه ويجد نفسه في يوم الحساب ومعه جميع الناس من آدم الى آخر بني آدم . أي أن الساعة حدث واحد مشترك لجميع الناس ، ولكن لا يراها إلا من يموت .
وقد يسأل سائل عما ورد بشأن الساعة في قوله تعالى ( .. إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا .. ) الحج:1 ، 2 . فنقول إن الآية تخاطبنا نحن الأحياء وخاطبت قبلنا الأجيال السابقة والذين هم الآن أموات ، فكيف تقول الآية ( يوم ترونها ) ؟ هذا يعني أن كل واحد منا سيراها ، وأن كل من مات قبلنا قد رآها ، فلو كانت الساعة هي دمار الأرض ونسف الجبال وتكوير الشمس وانفطار السماء وانشقاقها ، وذلك سيكون قبل البعث ، فكيف للأموات أن يروها ؟ هذا يقودنا الى القول إن الموت هو نهاية الزمن والدخول الى اللازمن ، واللازمن يعني أن ليس هناك انتظار ، لأن الانتظار إنما هو مرور الزمن ، وحيث أن الداخل الى اللازمن لن ينتظر حتى يُبعث الناس من قبورهم يوم البعث ثم يحاسبون على أعمالهم لعدم وجود الزمن ، فإن من يموت فقد قامت عليه ( الساعة ) فيجد الدنيا قد انتهت والناس جميعاً من آدم الى آخر مولود من بني آدم مجموعين في يوم القيامة عند الله تعالى للحساب والجزاء ! وإذاً فإن المرأة التي ماتت وهي مرضعة فمن المؤكد أنها ستذهل عن رضيعها حين ترى هذه الحقيقة ، وكذلك ذات الحمل إن ماتت وهي حامل فسوف تجد نفسها في الساعة وقد بعثت بغير جنينها، لأن الجنين إن كانت قد نفخت فيه الروح قبل موتها فسيبعث من القبر مستقلاً وبغير داع لأن يكون في بطن أمه ، لأن الآخرة ليس فيها حمل ولا ولادة . وإنما حساب وجنة ونار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سقراط




عدد المساهمات : 310
تاريخ التسجيل : 21/12/2011

الفرق بين الساعة والقيامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق بين الساعة والقيامة   الفرق بين الساعة والقيامة Emptyالأربعاء أبريل 03, 2013 5:19 am



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المغربي

المغربي


عدد المساهمات : 1911
تاريخ التسجيل : 21/03/2010

الفرق بين الساعة والقيامة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفرق بين الساعة والقيامة   الفرق بين الساعة والقيامة Emptyالأربعاء أبريل 03, 2013 5:53 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرق بين الساعة والقيامة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ادله بصحة الجفر وامثله و اساسيات علم الجفر وانواعه وجدول الزبر والبينات, التكسير, التكسير الزوجي, تكسير الثوالث, تكسير الروابع,جدول النظير الابجدى,تقسيم الحروف
» قصة المسيح الدجال وعلامات الساعة
» الاسلام والنبوة والرسالة والعقيده والقيامة !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاهد حكيم  :: القيامة وأشرطها وأخبارها-
انتقل الى: