بسم الله الرحمان الرحيم والصلات والسلام على رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه صلى الله عليه وسلم
وبعد
ويا ابناء أدم ويا معشر الإنس والجن إني لكم الناصحين إني احذركم بواجدة لا ثانية لها أن تقوم لله عابدن وخاشعين غير مكذبين إن كنتم تعلمون ولا تجعلون هذ الكلام هزء وتتخذونه سخرية بينكم فيصيبكم مالم تتوقعوه في يوم فرحتكم وأنتم منشغلون فيا عباد الله ويا مؤنين بالله ويا أبناء أدم إنكم كنتم في اللأفاق عند جنات النعيم كنتم حيث كان أبيكم أدم وأمكم حواء عليهم السلام إذ أشهدكم الله بأنكم قد شهدتم له بربوبية واللأولهية تعضيما له ووقارا له وأشهدكم على أنفسكم أنه هو الله ربكم فشهدتم بذالك وأنتم موقنين وشهدتم بأنكم يوم القيامة سوف تشهدون أن تقولون يوم التلاق أنكم كنتم عن ما شهتم وبه لمن الغافلين أو يحتمل سوف تقولون إنما إتبعنا ماكانوا أبائنا يتبعون من دين أفنهلك بما كنا من الغافلين بل الله جعل لكم أيات بينات لتبحثوا عنه ومن أراد الهدى يهديه الله قلبه ومن أراد الضلال يضله الله قلبه ويصرفعه عن الحق صرفا وما الله تعالى بضلام للعبيد بل العبيد هم أنفسهم ضاليمن فتعالى الله علوا كبيرا فأنزلهم الله هم والشيطان أعداء بعظهم بعظ والسبب هو شيطان غوا أباكم وإغوائه أمرا مقضيا وعلمها عند ربها في كتاب لا يضل ربك ولا ينسى وأن الشيطان كان للإنسان وعدوا لكم تصديقال لقوله تعاتعالى :
((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
وسبب نزولكم إلى هذه الحياة القرار حتى حين وهي حياة لها نهاية ثم تعودون لربكم لينظر ماقدمت يداكم هل فعلا فدتم أم أصلحتم ولينظروأيكم أحسن عملا ولا يظيع الله أجر المحسنين ولا أجر الفاسقين فأنزلكم منها إلي الدنيا ومدكم ببنين ومساكن طايبة وأموال كثيرة ومنكم من قدر يله فيها لتكتمل الغاية ورزقكم من اللأرض ومن حيث لاتشعرون وبث فيها من الرواسي والجبال وأثمر لكم من اللأشجار ثمارا مختلفة ومتنوعة برغم من أنها تسقى بماء واحد وهي اية لمن أراد أن يتذكر وجزاء وشكورا أو أردا إثبات اللأيات وأنزل لكم من السماء ماء وجعل كل شئ منه حي وتصريف الرياح وبث لكم من بعد موتكم حياة جديدة وأرسل لكم أرواحكم إلى أجسادكم تشكروا أم تكفروا وجعل عظلة قلبكم تنبض من غير سوء ولو شاء الله لأوقفها فتموتون فورا من ذات أنفسكم لولا تشكرون فتسبحون بحمده وتشكرونه ولكن أبى الناس أكثرهم إلا كفورا وجعل لكم من الجبال رواسيا وهو الذي مزج بين الليل والنهاروجعل النهار مبصرا لكم والليل سكنا لتسكنوا فيه أنتم وأززواجكم كانت وطئته أهدى لنفوسكم ومن غيره يأتيكم بليل إن كنتم تعلمون أو لو يشاء يجعله سرمدا فيغشاكم إلي يوم تبعثون لولا تدينون وهو الذي خلق الإنسان من تراب ونسله تراب من مني يمنى ثم عودته إلي تراب فلا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوا مبين يريد أن يأمركم بسوء والفحشاء ومعصية الله ونبذ ما أنزله الله لكم من اللأيات البينات و أحكامه وشرائعه وأن تجعلون القرأن مهجورا ومن ثم الإعراض عن إتباع نواهيه ومعصية ربكم أكبر على أنفسكم إن كنتم تعلمون فلا تتبعوا الشيطان إنه لكم عدوا مترصدا لا يضلكم ولا تفسدوا في اللأرض بعد إصصلاحها إنكم إذا لمن المسرفين فتتبعون أهوائكم فإنه لا يظيع الله تعالى أعمالكم وسوف توفون أجوركم يوم القيامة فتجدون ما عملتم حاضرا ولا يضلم ربكم أحدا لا من ذكر ولا من أنثى بعظكم بعظ وكل عند ربكم له كتاب محصي فتعرض عنده الأعمال محصية ومكتوبة ولا تغرنكم الحيات القرار التى سوف تنتهي وتنسى الخلد فكل ما تراه عيناك فان وكل ما كسبته من مال ومن أطفال ومن بدن وصحة وعافية فمن الله وحده ولكن كلها أسباب خفاها الله لكم لكي تبحث عنه وأنكم لا يحجب عنكم إلا أعمالك التى تحجبكم عنه ومن ثم تعلموا أن الكون كله ملكه وأنتم له عباد حفاة عراء وهو الذي إستعملكم وكساكم وأغناكم ورزقكم من اللأموال ماشاء ومدكم ببنين ماشاء ومنكم من جعله عقيما ومنكم من جعله ينجب وكل هذ بأمره وه الذي أحاكط بكم وبعلمه فلا تجحظ بأياته إني لكم منه نذير مبين
