منــــــــــــــــــــــــــقول
موسى أحمد زغاري
20-12-2005, 05:17
السلام عليكم
كنت قد قرأت موضوعا للجماعة الأحمدية القاديانية ، وأرجو منك الرد عليه بما يناسب ، وذلك لشدة خطورة الأمر المطروح . وهذا نصه :********************************************
الجنَّة والنَّار والخلود
من أهم المسائل التي اختلف فيها أصحاب الأديان عبر التاريخ هي مسألة خلود النعيم والعذاب، وعلامَ يعتمد ذلك. فبينما قال بعضهم بخلود النعيم والعذاب، قال غيرهم بخلود النعيم وانقطاع العذاب، ثم اختلف هؤلاء في الذين ينقطع عذابهم. وغير ذلك من الأقوال. وبينما أوجب بعضهم الخلود في النار بسبب الكفر فقط، رأى آخرون أن المعاصي إن أحاطت بالمرء أوجبت خلوده في النار.
هنالك ثلاثة أقوال متباينة في خصوص خلود النعيم والعذاب عند المسلمين، وهي:
1. القول بخلود الكفار في النار وخلود المؤمنين في الجنة بعد عذاب منقطع يصيب العصاةَ منهم. وهذه أشهر نظرية، وهي التي يتبنّاها عموم أهل السنة، وإن عارضهم فيها ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
2. القول بخلود الكفار في النار، وخلود عصاة المسلمين فيها. وخلود المؤمنين العاملين الصالحات البعيدين عن الكبائر في الجنة.
3. القول بخلود الجنة، وانقطاع النار. ويمكن القول إن هؤلاء اختلفوا حول أيهما أشد عذابا؛ الكافر الصالح أم المسلم المحاط بالكبائر. وحجة القائلين بأن المسلم العاصي يعذَّب أكثر من الكافر فاعل الخير هي أن الإيمان إن لم يؤثر في السلوك فلا قيمة له. ولأن العمل الصالح الذي يقوم به الكافر يُثاب عليه، فتساويا في أنهما لا يؤجران على الإيمان، وتفاضلا في العمل.
الأدلة على ذلك كله
أ-الأدلة من القرآن الكريم
أدلة الفريق الأول:
استدل القائلون بخلود الكفار فقط في النار إلى ما لا نهاية بآيات قرآنية عديدة مثل:
قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ) (البقرة: 161-162)
وقوله تعالى (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ) (آل عمران: 86-8
وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) (النساء: 168-169).
وقوله تعالى (وعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) (التوبة: 6
وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) (الأحزاب: 64-65)
وقوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التغابن: 10)
مناقشة المعارضين لهم:
يرى المعارضون أن الخلود هنا يعني طول المكث وليس إلى ما لا نهاية.
أدلة الفريق الثاني:
استدل هؤلاء بآيات قرآنية تفيد خلود العصاة في نار جهنم. ثم قالوا: إذا لم يؤثر الإيمان بالسلوك، ولم ينه عن المنكر فلا قيمة له. ومن الآيات التي احتجوا بها:
قوله تعالى (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: 81)
قوله تعالى (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: 275)
قوله تعالى (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) (النساء : 14).
قوله تعالى (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) (الجن: 23)
قوله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93).
قوله تعالى (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 63).
وجه الاستدلال:
هذه الآيات تؤكد خلود من أحاطت به ذنوبه في النار، وخلود العاصي والقاتل، وهذه معاصٍ. ولا فرق بين هذه الآيات وبين الآيات التي تصف خلود الكفار في النار.
ولا شكّ أن هذا ردٌّ مفحم على أصحاب القول الأول، وهم القائلون بخلود الكفار في النار ونجاة أصحاب الكبائر ولو مارسوها وأصرّوا عليها. ولكن هذه الحجج لا تصلح لمن قال بفناء النار، وعدم خلود أهل الكفر ولا أهل المعاصي فيها.
أدلة الفريق الثالث:
استدلوا بآيات تفرِّق في وصف أصحاب الجنة وأصحاب النار، فالأولى تؤكد على الخلود غير المنقطع، والثانية تعلقه على المشيئة. والأولى تصفه بالأبدي دائما، والثانية لا تذكر الأبدية أحيانا.
ففي قوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (هود: 107-108)
قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (البينة: 6-
حيث تشير الآيات الثلاث إلى أن نعيم الجنة خالد أبدا، ولا يوصف عذاب النار بالأبدية.
قوله تعالى (لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (عم: 22-23).
حيث إن الأحقاب هي جمع حقبة، وهي مدة من الزمن طويلة. والمحصلة أنها محدودة.
ب-الدليل العقلي:
احتج بهذا الدليل الفريق الثاني على عدم التفريق بين الكافر وبين العاصي المصر على كبائره، ذلك أن الإيمان إن لم يؤدِّ بصاحبه إلى الصالحات فلا خير فيه، ولا قيمة له.
واحتج به الفريق الثالث على عدم الخلود في النار؛ إذ قالوا: بما أن كفر الكافر محدود ومعاصي العاصي محدودة، فلا بدّ أن يكون العذاب محدودًا، وإلا وقع الظلم، والله منـزَّه عن الظلم. أما النعيم الأبدي جزاء الإيمان والعمل الصالح المحدود فهو كَرَم، والله كريم.
أما الفريق الأول فلا يرى مبررا لاستخدام الدليل العقلي في هذه المسائل، بل يحرمه أو يكاد.
ج-الدليل من الأحاديث:
أدلة الفريق الأول:
استدل الفريق الأول القائل بخلود الكافرين في النار بعدد كبير جدا من الأحاديث، ويمكن القول إن الروايات كانت دعامته الرئيسة. ولا يسهل حصر هذه المرويات، لكن نكتفي ببعضها:
(( مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) (البخاري، كتاب اللباس)
(( يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ))(البخاري، كتاب الإيمان).
أدلة الفريق ا لثاني:
استدلوا بأحاديث تفيد نـزع الإيمان عن مرتكب الكبائر، مثل:
((لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)) (البخاري، كتاب المظالم والغصب)
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ (البخاري، كتاب الصوم)
أدلة الفريق الثالث:
الأحاديث التي يستدل بها الفريق الثاني حجة على الفريق الأول، إذ إنها تبين أن المعصية تـزيل الإيمان، وأن الله لا يقبل الصوم مع ممارسة قول الزور، لأن الله تعالى يريد من الإيمان والعبادات أن تغير من جوهر الإنسان، فإن لم يحصل ذلك، فلا قيمة لهذه العبادات ولا للإيمان.
وليس في هذه الأحاديث أن صاحبها مخلد في جهنم إلى الأبد. بل كل ما فيها هو أن الإيمان قد نُزع عنه.
الخلاصة:
القول الأول هو قول عموم أهل السنة، والقول الثاني هو قول المعتزلة والإباضية، والقول الثالث هو قول الأحمدية وابن تيمية وابن القيم.
القول الثاني يردّ على الأول ويفنده. والقول الثالث يردّ على كليهما كما يلي:
*للقضاء على فكرة القول الأول فإنه يُستدل بقوله تعالى (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة: 80-81)
للإشارة إلى أن هذا هو اعتقاد اليهود، الذين قصروا النجاة على كلمة أو عبارة أو شعار أو مجرد اتباع دين. بينما يرد الله عليه ويفند زعمهم بقوله (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
وللقضاء على القول الثاني فإنه يُستدل بقوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (الأعراف: 156)، وقوله تعالى (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) (الأنعام).
قيمة هذا الموضوع:
هل هذا نبش في مواضيع عفا عنا الزمن؟ هل هو انتصار لفرق ضالة؟ هل هو تخمة عقدية؟
كلا، ليس شيئا من ذلك؛ بل هو محاولة لوأد عنجهية الفكر التقليدي المُتخم بالباطل واللامنطق والضرر. إن من أهم أضرار القول بخلود نصراني في النار، وقد مات في العشرين من عمره من دون أن يسيء إلى أحد، وفي الوقت ذاته القول بنجاة مسلم قتل مئات الأنفس البريئة وهتك عرض عشرات النساء، لَقَوْلٌ يقتل الرحمة والعقل، ويملأ قلب صاحبه حقدًا وتعصبًا ضد الآخر. وهذا ما نعاني آثاره في شتى البلاد.
------------------------------
موضوع جيد تشكر عليه
واريد ان اسال :
الا ترى ان قول اصحاب الراي الثالث يشجع العاصي على معاصيه حيث انه لاخلود ابدي في النار
ارجوا التوضيح اكثر؟
------------------------------------------
إن الغاية الأولى من المقال هي تقويض الرأي السائد الذي يشجع على المعاصي والظلم بصورة مباشرة وغير مباشرة حين يقول إن المسلم لن تمسه النار إلا أيامًا معدودة بسبب قوله لا إله إلا الله فقط.
فنحن نريد التأكيد على أهمية العمل الصالح وأن نرد على اليهود وأمثالهم الذين يعتقدون أن النجاة مقصورة على عبارة أو أمنية.
ومن باب آخر فإن عبادة الله حبًّا به هي الحالة المثلى، وكذلك عبادته والتزام شرعه طمعًا في ثوابه أفضل من الرعب من عقابه.
ثم إن القول بفناء النار لا يعني أن عذاب الآخرة هيّن؛ ذلك أن العذاب المهين الممتد آلاف السنين ليس هيّنًا.
-----------------------------------------------------
أشكر الأستاذ هاني طاهر على هذا الموضوع القيم جزاك الله أحسن الجزاء ، وردا على الأخت الكريمة بخصوص قولها أن قول الأحمدية قد ببدو مشجعا على المعصية!! فأقول :القول الثالث الذي تقول به الأحمدية ليس مشجعا على المعصية بل يؤكد حقيقة رحمة الله وعدله في الوقت الذي هو ذاته سبحانه شديد العقاب، فكون الله رحمانا لا يعني انه تعالى لن يعذب الكفار وذوي المعاصي عن خطاياهم وانما عذابهم لا شك فيه كجزاء وهو من منظور آخر رحمة بهم أيضا كونه سيكون إصلاحا لهم ليقروا بخطأ مسلكهم ومدعاة لتوبتهم! إذ لا يعقل ان يصر من دخل نار جهنم على كفره ! والقرآن أشار الى هذا الاقرار والتندم الذي أبداه بعض أهل النار! ثم إن العذاب اللا نهائي في جهنم بحسب القائلين به يجعل من الله عديم الرحمة والعفو ، في وقت يعفو فيه بعض حكام أهل الأرض عن اشد المجرمين والمنحرفين والخارجين عن القانون من رعيتهم بعد لبثهم فترة قد تطول وقد تقصر في غياهب السجون! فهل ما يفعله ملوك الدنيا من عفو عام تشجيع على الخطيئة والعصيان والاجرام!؟وهل قلوب الحكام وملوك أهل الأرض أعظم رحمة من أرحم الراحمين ملك الملوك رب السماوات والارض!!! كلا بل هو سبحانه عفو يحب العفو ورحمته سبقت غضبه وستسع رحمته في نهاية المطاف كل خلقه سبحانه وتعالى الرحمان الرحيم وهذا ثابت من الكتاب والسنة ..
نقل ابن جرير عن الشعبي: أن جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا/ تفسير ابن جرير
وقال ابن مسعود:// ليأتين عليها زمان تخفق بها أبوابها// ونفس القول مروي عن جابر وابي سعيد الخدري وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم ( فتح البيان)، ويروي ابن كثير عن ابن عباس ما يفيد ان الخلق تنالهم رحمة الله جميعاللرحمة خلقهم ولم يخلقهم للعذاب) !
وفي حديث الشفاعة الذي رواه البخاري ومسلم ما يفيد ان رحمة الله لن تقتصرفقط الموحدين العصاة وحدهم بل ستنال كل من في النار حيث يأمر الله ملائكته وينفذون امره ثم يعودون اليه فيأمرهم باخراج فريق من اهل النار ثم تتكرر العملية حتى لم يبقى من شفيع يشفع لمن تبقى من اهل النار الا الله تعالى والرواية هي//....فو الذي نفسي بيده ما من احد منكم بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة، لأخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا، كانوا يصومون معنا، ويصلون ويحجون، فيقال لهم: -(اي الملائكة) أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقا كثيرا، قد اخذت النار الى نصف ساقيه، والى ركبتيه ثم يقولون: (اي الملائكة) ربنا، ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول : ( اي الله) ارجعوا فمن وجتم في قلبه مثقال دينار من خير، فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: (اي الملائكة) ربنا لم ندر فيها أحدا ممن أمرتنا، ثم يقول: ارجعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه، فيُخرِجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا لم ندر فيها خير!!،/ وكان ابو سعيد الخدري يقول: ان لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا ان شئتم ان الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما)- فيقول الله- عز وجل- شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولـــم يــــــــبقى إلا أرحـــــــــم الراحمــــــــــين!!، فيقبض قبضة من النار فيُخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط، قد عادوا حُمماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ، يقال له: نهر الحياة!...فيُخرجون كما تخرج الحبّة في حميل السيل...فقالوا يا رسول الله يا رسول الله كانك كنت ترعى بالبادية، قال اي رسول الله ص): فيُخرجون كاللؤلو، في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهل الجنة، هـــــــــؤلاء عــــــــــتقاء الله الـذين أدخلـــــــــهم الله الجنة بغير عمل عملوه! ولا خير قدموه! ، ثم يقول: ادخلــــــــــــــــــــــوا الجنــــــــــــــــــــــــة!، فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ( اي اهل النار المتبقون) ربنا، أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين، فيقال: (اي الله يقول لهم) لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا، ايّ شيء أفضل من هذا؟ فيقول: (اي الله) رِضَايَ، فلا أسخـــــــــط عليكم بعده أبدا.!!!
*************************************************
*************************************************
الآن إخواني في منتدى الأصلين أهل السنة والجماعة ( الأشاعرة الأفاضل ) الكرة في ملعبكم .
فما رأيكم ؟
