بسم الله الرحمن الرحيم
الكثير من الناس سمع بكلمة الربا والكثير يظن انه يعرف شيء عن حقيقة الربا لكن للاسف اكثر الناس لا يعلمون شيء عن حقيقة الربا لان الانسان مجبول على الحسابات المستقيمة وليس على الحسابات التصاعدية !
وهنا يكمن سر الربا وربا الربا
فالربا معروف وهو اما قرض تدفع عليه قيمة ربوية او ادخار تربح عليه قيمة ربوية هذا هو الربا المبسط الذي اغلب الناس تفهمه لكن ربا الربا القليل من يفهمه ويفهم مشاكله وما يؤديه في المجتمع من مصائب وطامات !
لاناخذ مثال بسيط يستعمله الغرب وهي فرضية ان عيسى عليه الصلاة والسلام اعطى يوسف قرش واحد من وحدة الايورو فكل ايورو فيه 100 قرش ويوسف اخذ هذا القرش ووضعه عند بنك لنفرض يهودي ربوي ليذخره بقيمة 5% في السنة ؟ السؤال هو كم هو المبلغ الذي سيطالب به عيسى عند عودته بعد 2000 عام من ذلك البنك لقرشه الذي ادخره يوسف ونسيه في البنك بعد 2000 عام؟
الكثير سيقول :
مليونين ايورو واخر يقول 4 ملايين واخر 120 الف ايورو اجوبة الناس تبين بانهم لا يعلمون شيء عن مصيبة الربا وربا الربا لان الحقيقة ستكون مذهلة
فان قيمة القرش المدخر بنسبة 5% لمدة الفين عام ستكون وصلت الى 125 مليون كرة ارضية مصقولة من الذهب الخالص بتسعيرة اليوم للذهب
وهذا يساوي على حجم الشمس 88 كرة شمسيه مصقولة وزنتها من ذهب خالص !
هذا هو ربا الربا !
لكن لنفرض انه وضع القرش بنفس الشروط لكن يوسف بقي حيا وكلما انتج القرش ربا سحبه وصرفه على نفسه فالمبلغ الذي سيكون بعد 2000 عام لن يتعدى المئة قرش
وهذا هو الربا بدون ربا الربا !
لكن ما علاقة ذلك بنا ؟ وبعملاتنا ؟ فالمجتمع المسلم الذي حرم الله عليه استعمال الربا يظن بكل بساطة انه اذا لم يرابي ولم ياخذ قرض ربوي او لم يضع توفير ربوي فقد سلم من الربا وهذا وهم وخطاء ودجل فظيع !
لان الحقيقة هي كالتالي لنفرض مثلا مصر
من اجل ان تستطيع مصر طباعة نقود عليها تقديم مستندات وذهب وهذا ما لا تملكه اي دولة اليوم فتنجبر الدولة لاستقراض بضع مليارات لتغطيت عجزها المالي فهي تستقرض بالحقيقة الصلاحية لطباعة المال فهي تطبع اربع مليارات بنسبة 10% من الربا سنويا اي بعد عشرون سنة فان الدولة اصلا لا تملك الدين الذي عليها لانها لم تطبعه اصلا ولم تمتلكه وليس امامها الا ان تقترض اكثر واكثر وتسحب العملة من ايادي الشعب حتى يثور عليها فعندها حل وحيد وهو تخفيض قيمة العملة واستقراض اكثر مالا لتطبعه وتوزعه على الشعب ليهدا لكن الدولة تصبح مديونة بارقام خيالية لن تستطيع ابدا اعادتها وهنا ياتي دور السياسه والتحكم برؤساء الدولة الجدد امامهم خيارين اما ان يسيروا وفق مشيئة البنك المركزي وسياسته ويحصلون على منح وهبات وقروض جديده او يهددون بتدمير العملة لانها لا قيمة لها او بغزوهم لانهم لا يستطيعون تسديد ديونهم فهم وقعوا بالفخ والمصيده ! ولا يستطيعون الخروج منها !
فكل من يحمل ورقة نقدية من البنك المركزي عليه ان يعلم ان هذه العملة طبعت اصلا من اصل قرض ربوي اعطي للدولة والودلة مديونة لدجالي العالم ليس فقط بقيمة هذه الورقه وانا كل سنة تنخفض قيمتها 10% او بنسبة الربا لانه كما وضحنا اذا الدولة سمح لها بطباعة مليون جنية ولنفرض ان رئيس الدولة لوحده اخذها ففي السنة التالية عليه ارجاع المليون ونسبة 10000 جنيه وهلم جرى فبعد عشر سنوات سيجد نفسه ملزم بارجاع اكثر من 20 مليون ولكن المصيبه انه اصلا طبع مليون واحده فقط ودولته ليس فيها الا مليون واصبح مديون بعشرين مليون فلن يجد حلا الا ان يستقرض 25 مليون جديده فيطبع 4 ملايين يوزعها او يحتفظ بها وفق الفرضيه انه الوحيد في الدولة ويسدد 21 مليون وهلم جرى فهو ملزم بالتداين دوما ليتوفر لديه عملة ورقية !
وهذا النظام بحد ذاته هو النظام العالمي المسبب للبطالة والمجاعات والعنوسة وافلاس الشركات وتعاظم غيرها فالمتعاظم هو فقط من يرقص على مزمار البنك المركزي وسياسته اما البقية عليهم ليس فقط تسديد ديونهم وانما تسديد ديون الدولة وهذا يتم من خلال العمل المطول وكثرة الضرائب وغلاء الاسعار لتجبي الدولة اكبر كمية من الاوراق التي طبعتها لتسدد الديون لكن هنالك درجة صفر ولا يمكن للدولة جبي المزيد لان الشعب وصل لدرجة الصفر فتجبر الدولة على الاستقراض كرة اخرى وتبدا في توزيع المال من جديد على البنوك والمستثمرين وهلم جرا !
وكل هذه المصيبة سببها الربا وربا الربا فمتى سيستفيق المسلمين وعلمائهم من هذه الحيلة المحرمة فما اراهم الا كمخمور لا يشرب الخمر لكن طعامه كله مصنوع بالخمور فاصبح مخمورا ولا يفقه بانه شرب اكثر من اللازم خمرا حتى اعمته سكرته بان الطعام المطهي بالخمر حرام مثله مثل شرب الخمر !
والربا اشد حرمة من الخمر بل هو حرب على الله ! فانتهوا خيرا لكم !