بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (الإسراء : 85 )
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (غافر : 15 )
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج : 4 )
فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ (الحج : 45 )
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (الأحزاب : 72 )
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (الأنعام : 31 )
قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً (مريم : 75 )
إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (غافر : 59 )
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (يس : 12 )
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وال سيدنا محمد وعلى الانبياء والرسل والملائكة اجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وخير بركاته
أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (النحل : 1 )
كما اشرنا في لقاء سابق وتحدثنا عن الروح وروح الله المسمى بأمر الله
فاليوم نود الحديث معكم عن الروح وعن الامانة وعن أمر الله والساعة
وهذا هو نبأ نأتيكم به من عند الله وبأمر الله وروح الله الرحمن الرحيم فتبينوا لان من ]اتيكم بهذا النبأء هو رجل وعبد لله لم يدرس الشريعه ولم يفتح كتاب حديث ولم يقرأ علوم الطوائف ومعتقداتهم وسينبأكم في بعض ما بكتبكم وما ضللتم عنه وجعلتموه خلف ظهوركم !
فقد آتى امر الله بالحديث عنه ومنه وامر الله هو روح الله اي الكلام الذي ساحدثكم به انا مأمور بالحديث عنه وفق ما اراني الله وعلمني وقال لي وخاصتا صدور هذا الامر كان في محرم عام 2005 !
في البداية اود ان ابين ان روح الله اسمه امر الله ويمكن تسميته بالساعة ايضا اذ قال الله يقوم الروح ويوم تقوم الساعة وياتي امر الله وامام مبين فهذه اربع مصطلحات واسماء لامر واحد !
وعلينا ان نبين النقاط التالية
اولا
كل انسان فيه نفخة من روح الله اي فيه روح سميت ايضا بالامانة التي على الانسان اعادتها الى الله لانها له ومنه
ثانيا
لله عدة اسماء وصفات
ومنها سنتطرق الى ما اختلف عليه عند الفرق
مثل روح الله
يد الله
باعيننا
اتيان الله
يمين الله
امر الله
فاسماء الله التي نعلمها ال المئة هي اسماء معروفة ومعتبرة عن الطوائف كلها وهي احجبة الله التي يتجلى بها الله لمخلوقاته
وهنا اود الاشارة بان هذه الاسماء والتجليات هي كلها من باب الرحمة اي كلها فيها العبد مخير بالطاعة او الرفض وسيجزى وفق اختياره
وهنالك تجليات لله باسماء لا خيار للعبد فيها من شيء ولا ينفعه الا ما قد سبق في سعيه او عمله السابق مثل الاسم روح الله وامر الله فعند تجلي روح الله على انسان فلن يسع ذلك الانسان ان ينكر وجود الله قط ولا يسعه مخالفة امر الله ابدا يعني هو يوضع تحت امر واقع لا خيار له فيه ابدا
نعود الى
قوله تعالى
يد الله كما في الاية
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (الفتح : 10 )
وقوله بانك باعيننا كما في الاية
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (هود : 37 )
وقوله يوم ياتي الله كما في الاية
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (الأنعام : 158 )
وقوله بيمينه كما في الاية
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (الزمر : 67 )
وقوله أمر الله كما في الاية
أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (النحل : 1 )
فهذه الصفات والاسماء التي ذكرنها هي ذكر لروح الله اي روح الله اسمها يد الله وهي تاتي وتذهب وتتنزل وتعرج وهي يمين الله وهي عين الله وامر الله
وهذه اخطر واعظم اسماء الله وصفاته ولا يسع مخلوق معارضة شيء منها اذى تجلى بل ذكر ذلك في القران الكريم بانه عندما يحق القول على امة ما تتجلى هذه الصفات والاسماء الا اننا هنا في هذا الصدد نتطرق الى اخطر هذه التجليات وهو الساعة التي هي كلمح البصر لهذا فامر الروح لم يأتيكم علمه وذلك رحمة بكم لمذا اخفاء هذا الامر عنكم هو رحمة بحد ذاته رغم ان الله خلق عباده ليعبدوه اي ليعرفوه وكما بينا سابقا ان معرفة الله حقا لا تتم الا من خلال روح الله
فالجواب بسيط كما اشرت سابقا ان تجليات الله باسمائه التي نعلمها فالعبد مخير بالطاعة او المعصية فهو في حيز اختبار وامتحان وفتنة له خيار الطريق الذي يسلكه اما عند تجلي روح الله فلا خيار لاحد بشيء يعني عند عصيان امر الله وروحه فورا وبلمح البصر يحق القول عليهم ويكون الامر وصل حد الساعة او العذاب ولا يوجد فصال ولا جدال ولا يجرء مخلوق بالسموات والارض ان ينبس بحرف معارضا امر الله ! فيقع القول عليهم ويتم امر الله !
لهذا اخفاء امر الله وروحه بحد ذاته هو رحمة بالعباد لكن هذا الاخفاء وعد الله بانه لاجل مسمى اي ليس ازليا بل سياتي يوم ويتجلى هذا الامر ليس كما تجلى على كل امة من الامم فحسب وانما سياتي بتجلي شامل وكامل وهو الساعة بعينها ! لان تجلي امر الله وروح الله على الامم كان نذير خطر وكل امة انكرت هذا التجلي تم افنائها فورا بدون تاخير كبيرهم وصغيرهم عالمهم وجاهلهم كهلهم ورضيعهم بلا استثناء احد غير الذين امنوا وعلموا بروح الله وامره وامنوا به !
فالساعة بحد ذاتها هي ايضا تجلي من هذا القبيل الا انه اشمل سيعم الاحياء والاموات معا وسيعم الثقلين معا وسيعم من في الارض والسماء ايضا !
قبل ان نتطرق لتفاصيل روح الله والامانة الالهية
نود ان نتطرق لروح الانسان وروح الله والعلاقة بينهما
فكما قلنا ان لله روح واسمها روح الله وامر الله كما لله ايضا ذكر الله نفسه وقال ان الله يحذركم نفسه في قوله تعالى
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (آل عمران : 30 )
فروح الله ونفس الله ويد الله هي اسماء من اسماء الله مثل الله الرحمن الرحيم او الله السميع البصير
واسماء الله كل اسم هو تجل لمحيط ما لكن اعمها هو روح الله ونفس الله وامر الله ويمين الله
واعم كل هذه المحيطات هو الاسم الله اي انا الله لا اله الا انا و انا الله لا اله الا هو و هو الله لا اله الا هو وهذا التجلي خاص بالرسل ذوي العزم منهم ليبلغوا رسالة الله وهداه وكتبه للامم
اما روح الانسان فهي ليست مخلوقة وانما هي منفوخة من روح الله وانما الانسان هو مخلوق من طين وصلصال فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا من عدم لان الكون ليس فيه عدم ولا يوجد بالكون منطقة فارغة من روح الله لانه لو كان هنالك عدم او فراغ لاصبح الله محدود وبجنبه عدم يخلق بهذا العدم ما يشائه وهذا باطل لان الله سيكون بجنب هذا الشيء الذي خلقه فاذا جميع الخلق والكون هو متواجد بروح الله والله يصور من خلال روحه ما نراه بالاكوان وكما قلت لا يوجد مكان خلاء وفراغ ابدا
وروح الله هي التي تمسك كل ما في الكون وتدبره من الذرة الى المجرة الى السموات فروح الله ممسكة بها كلها وما بينها ومصورتها لنا ونحن مصورون من خلال الروح لكن فينا يكم سر هذه النفخة وهذه الروح التي قلنا بانها غير مخلوقة وانما هي نفخة من الله وله وبنفس الوقت نحن مصورون من خلال روح الله ولا يبعد عنا شيء بل هو اقرب الينا من حبل الوريد
في هذا السياق وجب توضيح نقطتين الاولى ان الروح المنفوخة بالانسان والملائكة هي ايضا ارواح هم خلائق فكلمة مخلوق لا تصف الروح والارواح بعينها وانما تصف ما صورته هذه الروح من خلق فعندما يقول الله عز وجل
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (الإسراء : 85 )
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (غافر : 15 )
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (المعارج : 4 )
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (النبأ : 38 )
فعندما يقول الله هنا بهذه الاية يقوم الروح المقصد هنا هو ذاك المخلوق الذي فيه نفخة من روح الله وسماه الله بروح لانه سيقف بين يدي الرحمن والخطاب سيكون من خلال هذه الروح وروح الله المتجلي باسم الرحمن وهذا روح هو انسان وبشر فيه من روح الله ونفخته فهو مخلوق الانسان ولكن المخاطب هو روحه وليس خلقه الادمي !
النقطة الثانية التي وجب توضيحها اننا قلنا بانه لا يوجد عدم اي كان في مكان كان والا لاصبح الله بجانب هذا العدم او فيه وهذا يجعل الله محدودا ومحاطا بعدم وهذا باطل وانما الله هو محيط بكل شيء ولا يحده شيء وليس فيه او بجنبه اي عدم ولا يوجد الا هو وحده
واما قوله انه خلق الانسان ولم يك شيأ مذكورا لا يعني بانه خلقنا من عدم وانما هو صورنا من نفسه وعلى صورته اي من روحه وليس من عدم فمن روحه صور واوجد الجنة والتراب والصلصال وسواه بيمينه ويده التي هي روحه اي روح الله اوجدتنا من ذاتها وصورتنا من نفسها رغم اننا لا نراها ولا نعيها لكن النقطة الفاصلة هي ان الله بعدما اوجدنا وصورنا من روحه وليس من عدم ولم نكن من قبل شيء واصبحنا شيء مادي كالنجوم والشمس وغيرها واصبح لادم جسد وصورة وليست هذه هي الصورة التي خلقنا الله كصورته وانما اساس تكويننا هو منه ومن صورته نفخ فينا من روحه يعني لا يكفي ان المواد والخليقة تسبح في روح الله وخلقت وصورت من قبل روح الله وفي الله بل زياده هذا المخلوق نفخ فيه من روح الله والمصيبة كانت انه حمل الامانة التي ابت الجبال حملها ! ولكنه حملها لانه ظلوما جهولا ولا يدري ما حمل !
يتبع