راية الجهاد
عدد المساهمات : 3319 تاريخ التسجيل : 07/10/2010
| موضوع: طلوع الشمس من مغربها الأحد أكتوبر 06, 2013 12:18 am | |
| http://www.nassr.com/showthread.php?t=51715
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمدلله اللطيفِ الرؤوفِ المنانْ، الغني القويِ السلطانْ، الحليمِ الكريمِ الرحيمِ الرحمانْ، الأولِ فلا شئ قبله والأخرِ فلا شئ بعده، والظاهرِ فلا شئ فوقه، والباطنِ فلا شئ دونه، يعلمُ ماكانَ وما يكونُ وما لم يكنْ لو كانَ كيف يكونْ. أما بعد :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « ثَلَاثُ آيَاتٍ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا »34 طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا, وَالدَّجَّالُ, وَدَابَّةُ اَلْأَرْضِ .
قبل أن ابدء
من أراد منكم أن يبحث في هذه الكنوز الغيبية عن رسول الله مجرد الإطلاع والمناقشة فلن يتكلل جهده بالنجاح أبدا فهدي رسول الله كمثل كلام الله القرآن الكريم لأن كلاهما من عند الله فإن رسول الله لا ينطق عن الهوى
إذا قرأ على الذين لا يؤمنون بلآخرة كلام الله أو حديث رسول الله الموحى به إليه جعل الله بينهم وبينه غشاوة وعلى قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا
هذه حقيقة لا يفقه معناها إلا من صدق مع الله في توبته إليه مؤمنا به سبحانه يقينا بقلبه وعقله وفرجه وعينه ويده وقدمه وكل جوارحه
حينها فقط يصبح لكلام الله وهدي رسول الله سلطان على قلبه ويشعر كأنه يسمعه لاول مرة في حياته فيتلذذ بطعمه ويتحرك له فؤاده ويمتثل راضيا طائعا لأمره وينتهي عند نهيه
بسم الله
ذكر ابو اسحاق الثعلبي وغيره من المفسرين في حديث فيه طول عن ابي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم في مامعناه:ان الشمس تحبس على الناس حتى تكثر المعاصي في الارض فيذهب المعروف فلا يامر به احد ويفشوا المنكر فلا ينهى عنه احد مقدار ليله تحت العرش كلما سجدت واستاذنت ربها عز وجل من اينتطلع لم يحر اليها جوابا حتى يوافيها القمر فيسجد معها ويستاذن من اين يطلع فلا يحر اليهما جواب حتى يجلسا مقدار ثلاث ليال لشمس وليلتين للقمر فلا يعرف ماطول تلك الليله الا المتهجدون في الارض وهم يومئذ عصابه قليل في كل بلده من بلا د المسلمين فاذ اتم لهما مقدار ثلاث ليال ارسل الله تعالى اليهما جبريل فيقول : ان الرب سبحانه وتعالى يامركما ان ترجعا الى مغربكما فتطلعا منه وان لاضوء لكما عندنا ولا نور فيطلعون من مغاربهما اسودين لا ضوء لشمس ولا نور للقمر مثلهما في كسوفهما قبل ذالك فذالك قوله تعالى ( وجمع الشمس والقمر ) وقوله تعالى (واذا الشمس كورت ) فيرتفعان كذالك مثل البعيرين او الفرسين فاذا مابلغ الشمس والقمر سرة السماء وهي نصفها جائهما جبريل واخذ بقرونهما وردهما الى المغرب فلا يغربهما من مغاربهما ولكن يغربهما من باب التوبه ثم يرد المصراعين ثم يلتئم بينهما فيصير كانه لم يكن بينهما صدع فاذا اغلق باب التوبه لم يقبل لعبد بعذ ذالك توبه ولم تنفعه حسنه يعملها من كان قبل ذالك محسنا فانه يجري عليه ماكان عليه قبل ذالك اليوم فذالك قوله تعالى (يوم ياتى بعض ايات ربك لاينفع نفسا ايمانها ل تكن ءامنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا) ثم ان الشمس والقمر يكسبان بعد ذالك الضؤ والنور ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذالك يطلعن ويغربان وذكر الميانشي :وقال عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ويبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنه
وصف تقريبي من اجتهاد العلماء
،
اشراط الساعه الكبرى العشر(والمهدي مصاحب لها وليس جزء منها) وقد سماها الرسول صلى الله عليه وسلم (الآيات) والى الحكمة منها ..
الحكمة من الايات الكبرى هو تطبيق عملي في الحياة الدنيا لحياة البرزخ او القبر نسبة لامتداد حياة آخر البشر حتى نفخة الصور دون ان يموتوا قبل ذلك وبالتالي لا يخضعون لحساب البرزخ وعذاب القبر علما بانهم شرار الناس ..
الاشراط الكبرى ما هي الا تجسيد لعذاب القبر لآخر البشرية .. وسنأتي على ذلك
فمقابل الموت الذي تنقطع به توبة المرء هو طلوع الشمس من مغربها ..وسؤال الملكين الذي يركز على العقيدة يقابله المسيح الدجال الذي يدعي انه نبي وله دين خاتم وأنه رب العالمين (مقابل اسئلة القبر : من ربك ؟ من الرجل الذي بعث فيكم ؟ ما دينك ؟ ) فالفشل في الرد الصحيح يقابله عذاب القبر بالضمة التي تختلف فيها الضلوع والمعروف ان كسر الضلوع يصاحبه الم شديد وضيق في التنفس و الدخان هنا يؤدي نفس الدور وما يفعله بالكفار شبيه بضمة القبر من شدة الالم وضيق التنفس ويكون كالزكام للمؤمنين ثم يأتي ثعبان القبر او دابته فتلدغ الشقي ويقابلها دابة الارض التي تخطم وجه الكافر وينور في قبر المؤمن السعيد والدابة تجلو وجهه فيكون منيرا ثم يرى مقعده في الجنة ويقابله نزول المسيح عيسى بن مريم الذي يبشر المؤمنين بدرجاتهم في الجنة ..
هنالك نقطة مهمة
وهي من يقول ما الفائدة من خروج الدجال بعد طلوع الشمس من مغربها ..ولماذا يخرج وقد اغلق باب التوبة .. والرد ان باب التوبة يغلق فعلا ولكن ليس بعد الكفر ذنب ..فباب الدخول للاسلام للكافر مفتوح ولكن لو ارتد فليس له توبة..وكذلك كل من يذنب ذنبا بعد طلوع الشمس من مغربها ولذلك من يتبع الدجال ليس له توبة حتى ولو اتبعه ظاهريا وفي قلبه به كافر ولذلك فتنته من اشد الفتن بل هي اشد من فتنة القبر لأن فتنته ( أي الدجال )عملية فعلية قولية وفتنة القبر قولية فقط (سؤال واجابة ) بعكس الدجال قول وتصديق انه رب العالمين واتباع ..والعياذ بالله كما ان فتنة القبر في السر وفتنة الدجال في العلن وتعقبها فضيحة بخطم الدابة لوجه الكفار وتمييزها للمؤمنين فيفتضح امر المنافقين ..
فالآيات الكبرى الاربعة كلها في توقيت واحد(طلوع الشمس من مغربها والدجال والدابة والدخان)ولكن طلوع الشمس من مغربها هو الذي يراه كل الناس فيكون بذلك هو اول الآيات طلوعا بقرينة مدتة بعض الآيات وهي 40 يوم فالشمس تطلع من مغربها وتعاود طلوعا كالمعتاد بعد 3 ليال اما الدابة والدخان والدجال فيحتاجون الى فترة اطول لآداء مهامهم
| |
|
راية الجهاد
عدد المساهمات : 3319 تاريخ التسجيل : 07/10/2010
| موضوع: رد: طلوع الشمس من مغربها الأحد أكتوبر 06, 2013 12:20 am | |
| المصدرطلوع الشمس من مغربها
طلوع الشمس من مغربها
قال الله تعالى : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .
وقال ابن عطية : في هذا الحديث دليل على أن المراد بالبعض في قوله تعالى ( يوم يأتي بعض آيات ربك ) طلوع الشمس من المغرب وإلى ذلك ذهب الجمهور .
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها قال طلوع الشمس من مغربها . أحمد
قال أبو هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا رآها الناس آمن من عليها فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل . البخاري
روى مسلم عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون فيومئذ ، لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . ورواه أبو داود وابن ماجه وأحمد وغيرهم .
قال القاضي عياض رحمه الله : هذا الحديث على ظاهره عند أهل الحديث والفقه والمتكلمين من أهل السنة خلافا لما تأولته الباطنية .
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا
ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أحدكم أكلته إلى فيه فلا يطعمها .
قوله ( ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته ) بكسر اللام وسكون القاف بعدها مهملة هي ذات الدر من النوق .
قوله ( يليط حوضه ) بضم أوله ويقال ألاط حوضه إذا مدره أي جمع حجارة فصيرها كالحوض ثم سد ما بينها من الفرج بالمدر ونحوه لينحبس الماء ; هذا أصله وقد يكون للحوض خروقٌ فيسدها بالمدر قبل أن يملأه وفي كل ذلك إشارةٌ إلى أن القيامة تقوم بغتة كما قال تعالى ( لا تأتيكم إلا بغتة ).
قال الحاكم أبو عبد الله : الذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم أو الذي يقرب منه .
قال الحافظ: والحكمة في ذلك أن عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلا للمقصود من إغلاق باب التوبة.
قال ابن عطية وغيره ما حاصله : معنى الآية أن الكافر لا ينفعه إيمانه بعد طلوع الشمس من المغرب وكذلك العاصي لا تنفعه توبته.
وذكر البيهقي في " البعث والنشور " فقال في " باب خروج يأجوج ومأجوج " فصل، ذكر الحليمي أن أول الآيات الدجال ثم نزول عيسى لأن طلوع الشمس من المغرب لو كان قبل نزول عيسى لم ينفع الكفار إيمانهم في زمانه ولكنه ينفعهم إذ لو لم ينفعهم لما صار الدين واحدا بإسلام من أسلم منهم . ا.هـ
وفي صحيح مسلم من رواية محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه " فمفهومه أن من تاب بعد ذلك لم تقبل .
ولأبي داود والنسائي من حديث معاوية رفعه " لا تزال تقبل التوبة حتى يطلع الشمس من مغربها " وسنده جيدٌ . وللطبراني عن عبد الله بن سلام نحوه .
وفي حديث صفوان بن عسال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه " أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان .
روى مسلم عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .
والمعنى أن سجود الشمس فهو بتمييز وإدراك يخلقه الله تعالى فيها
عن صفوان بن عسال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا عرضه سبعون سنة فلا يزال ذلك الباب مفتوحا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . ابن ماجه
عن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك فقلت ابتغاء العلم فقال لقد بلغني أن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يفعل فذكر الحديث فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب قال فما برح يحدثني حتى حدثني أن الله عز وجل جعل بالمغرب بابا مسيرة عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله وذلك قول الله عز وجل يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها . أحمد
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالأعمال ستا الدجال والدخان ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها وأمر العامة وخويصة أحدكم . مسلم
قال هشام : خاصة أحدكم الموت , وخويصة تصغير خاصة . وقال قتادة : أمر العامة القيامة , كذا ذكره عنهما عبد بن حميد | |
|
راية الجهاد
عدد المساهمات : 3319 تاريخ التسجيل : 07/10/2010
| موضوع: رد: طلوع الشمس من مغربها الأحد أكتوبر 06, 2013 12:27 am | |
| من مدونة أحمد http://miskhom.blogspot.de/2013_09_01_archive.html
حامل لواء الذات القائم بحق حمد الله المهدي 49
- 49 -
تعالى نرى مزيداً من حقائق هذا الختم، ولماذا كانَ سبباً في إصلاحِ الدّنيا، وكانَت بعثته ووجوده في آخر الزمان هو مكرٌ بإبليس والدجّال، تعالى نحكي هذه القصّة بمزيدِ وضوحٍ لأنّ لي قلباً لا يملُّ من حقائقِ هذا الختمِ الفريد،،،
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا". رواه أبو داود والترمذي. وقال: حديث حسن صحيح. وفي رواية لأبي داود بسندٍ صحيح : "لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا".
وغير ذلك من الأحاديث التي وردت على هذه الصيغة : لو لم يبقَ من الدّنيا إلاّ يوم لبعث الله رجلاً ... فانظُرْ في لفظ النبوّة وهذه الصياغة العجيبة، وتأمّلها جيّداً، فهذا كلام من أوتيَ جوامع الكلم الذي لا ينطِقُ عن الهوى بل هو وحي يوحى، كلامُهُ حقائقٌ ومفاتيحٌ وجوامِعٌ مفتوحةٌ على القراءة والتأمّل، والصياغة هنا جاءتْ عجباً، فكأنّ بعثة هذا الرّجل ركنٌ من أركانِ الدّنيا، شيءٌ لازمٌ من حقائقها، لا تكمُلُ الدّنيا ولا تنتهي إلاّ ببعثة هذا الرّجل. هنا إعجازٌ في التعبير منهُ صلّى الله عليه وسلّم، فيه جمعٌ بين الكتمِ والتعظيمِ، الكتمِ في بساطة ذكر هذا الرّجل الذي هو منه صلى الله عليه وسلّم أو من آل بيته عليهم السلام، وكونِهِ يُعِيدُ للدّنيا عدلها ونورها بعد فسادها وانتشار الظلم والجور فيها، هكذا رجلٌ صالحٌ يسمّى المهدي اصطلاحاً، خليفة يُبعثُ في آخر الزمان، ولكنّ التعظيم مكتومٌ في الصّيغة كونِ هذا الرّجل رُكناً في وجودِ هذه الدّنيا، ولا تنتهي إلاّ بخروجه وظهوره، فتكونُ وظيفته الظاهرة أن يملأها عدلا وقسطاً بعدما ملئت جوراً وظلماً. لو لم يبق من الدّهر إلاّ يوم. لبعث الله الخليفة الختم، المعنيّ بقوله تعالى (إنّي جاعل في الأرض خليفة) ، المنعوت بوصف النبوّة أنّه عينُ الخليفة المقصود، ((فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوًا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي)) صحّحه جمهرة من المحدّثين. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((يخرجُ المهديُّ وعلى رأسِهِ غمامةٌ , فيها مُنادٍ يُنادي : هذا المهديُّ خليفةُ اللهِ, فاتّبعوه.)) (الطبراني وابن عدي والكنجي وأبونعيم).
الخليفة ختم الخواتيم سيِّدُ الخواتم جميعها إذا كان هناك أختامٌ كالورثة من الأولياء الذين تحقّقوا بالختمية أي بالنيابة في الإسم الأعظم وهم أهل التحقيق المقرّبين أو خاتم النبوّة والرسالة المكرّم صلّى الله عليه وسلّم سيّد الخلق والأكوان، فالمهدي هو ختم الخواتيم جميعها وسيِّدُ الخواتم لذلك جاء في ختامِ الزمانِ علَماً على الساعة والقيامة الكبرى وعلامةً على الخروج عن الأكوانِ وانتهاء زمان الدّنيا وجاءَ إماماً للخلافة الإلهية العادلة الفاصلة الحاسمة، فهو ختمُ الأختامِ وإمامُ الأئمة. قطبُ الوجود وكعبة الشهود، روح الأرواح الذي استوجب السجود لذاته في السّماء. المبشَّرُ بقدومه "المنتظَر" الذي تنتظرُهُ الخلائقُ والأكوانُ والأرضُ انتظارَ الفرعَ لأصلِهِ، والطِّفل لأمّه، والمحبّ لمحبوبه، والضائع لدليله، والظامئ لساقيه، والحائر لهاديه، الموجود لموجده، والمحروم للمُنعم عليه، والمسمّى المهديُّ : العبد الذاتيّ المحض حقيقةُ الكتاب وحقيقة الهدى لكلّ الأكوان والخلائق {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة:1-2]، قطبُ الوجود الذي تنجذبُ حقائق الموجودات إليه، كما ينجذبُ الحديد للمغناطيس لأنّهُ ذاتُ ذواتها وعينُ أعيانها لمّا كانت في كنزيّتها وعمائها، قاهرُ الكونِ بعظمتِه، القائم بأمرِ الله المعظّم، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يأوي إلى المهديّ أمَّتُهُ ، كما تأوي النَّحلُ إلى يعسوبها, يملأ الأرضَ عدلًا كما مُلئت جَورًا, حتّى يكون النَّاسُ على مِثلِ أمرِهم الأوَّلِ, لا يُوقظُ نائمًا, ولا يُهريقُ دماءً )) رواه الكنجي.
وقال الله تعالى {أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[النحل:1] قال الإمام القاشاني رحمه الله في تفسيره الإشاريّ تأويلات القرآن : (({ أتى أمرُ الله } لما كان صلى الله عليه وسلم من أهل القيامة الكبرى يشاهدها ويشاهد أحوالها في عين الجمع، كما قال صلى الله عليه وسلم: " بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين " أخبر عن شهوده بقوله تعالى: { أتى أمر الله } ولما كان ظهورها على التفصيل بحيث تظهر لكل أحد لا يكون إلا بوجود المهدي عليه السلام قال: { فلا تستعجلوه } لأن هذا ليس وقت ظهوره.)) انتهى. فأمرُ الله هو الرّوح الأعظم والقائم بهذا الرّوح المهدي عليه السلام الذي يسمّيه أئمة آل البيت والسّلف الصالح وأهل العلم بالله : القائم بأمر الله. فانظُرْ قول القاشاني لمّا كان صلّى الله عليه وسلّم من أهل الجمع مطهّراً عن الأكوان وخارجاً عنها فقد شهد بعين الجمع أحوال مشاهد القيامة الكبرى وكذلك كلّ عبدٍ مطهّرٍ من أهل القرآن أهل الله وخاصّته الأفراد فهم مشاهدون أحوال ومشاهد القيامة الكبرى لذلك صحّ لهم الخروج عن الأكوان والطّهارة منها، ولذلك كان تعبير القرآن مُشيراً لهذا المعنى بقوله تعالى "أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ"، بفعل الماضي أَتَىٰ. فالزمَّانُ لأهل التقييد فافهم أمّا أهلُ الإطلاق فقد خرجوا عن قيد الأكوان فهم مشاهدون للماضي والمستقبل كأنَّهُ واقعٌ. فالذي أردنا الإشارة إليه هنا أنّ القائم بأمر الله وعلَم الساعة والقيامة الكبرى هو المهدي عليه السلام لذلك كانت لا تحدثُ أهوالها وأحوالها ولا تظهرُ علاماتُها إلاّ بوجوده فيشهدُها أهلُ زمانه بالتفصيل، لأنَّهُ صاحبها. فهو المطهَّرُ عن الأكوان الحقيقيّ سيِّدُ المطهّرين ورئيسهم صاحب الكتاب الذي خصّه الله بنزول الكتاب وغيرُهُ خُصّ بنزولِ القرآن وراثةً للنبيّ العدنان صلّى الله عليه وسلّم، فتطهّروا هم بالرّحمانية وكملوا بها على قدم سيّد الأنبياء والخلق عليه الصلاة والسلام، وكان صاحب الإسم الأعظم والذات الخليفة المهدي القائم بأمر الله. لذلك فالمهديّ لا يعرفُ مقامَهُ المكتومَ المعظّم سوى المطهّرين أهل الكمال والبقاء الذاتيّ الذين صحّ لهم مسّ الكتاب المكنون، لأنّ المهدي قبل ظهوره وبيعته أي في جذبه وكتمه كانت نشأتَهُ في العماء والكنزية في الكتاب المكنون، فأحوالهُ من تلك الكنزية والعماء والعماء والكنزية لا يدخلُها إلاّ من خرجَ عن الأكوان والنّفس وصارَ إلى مقام البقاء بالله، فافهم. لأنّه الوليّ بالأصالة وغيرُهُ لا يكونُ ولياًّ إلاّ بطريق الرّحمانية، فهيهات أن يعرف إمامة المهدي الخليفة ومقامه الرّفيع الأعلى سوى أهل الكنزية والعماء الأفراد المطهّرين، وانظُر إلى من تكلّمَ عنه بصفة العلم والإشارة إلى حقيقة مقامه سوى أهل التحقيق أكابر الأكابر أمثال الشيخ الأكبر والشيخ الجيلي والحكيم الترمذي والشيخ القاشاني في تفسيره وغيرهم من هؤلاء القلّة الأفراد الغرباء الأمجاد، كما أشار إليه أئمة آل البيت الأطهار وعرّفوه بمقامه الأعلى إذ يسمّونه القائمِ بأمر الله وبشّروا بقدومه. فالذاتيون الأفراد الأطهار قرَّةُ عيونهم هو هذا الخليفة ومنتهى فنائهم ومحبّتهم وذوبانهم فيه، لأنّ من فنى في الذات فقد تخلّى عن الأغيار وبالتّالي صارَ انجذابه كاملٌ لصاحبِ الذات لله سبحانه، فالانجذاب يقعُ بقدرِ التماثل الباطنيّ وعلى قدرِ الصّفاء، ولهذا سمّي الصوفية صوفية من الصّفاء، فبقدرِ الصّفاء يقعُ التحقّق والتقرّب من الله سبحانه. هذا هو قانون الجذب، وانظرْ في قوله صلّى الله عليه وسلّم (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، فلمّا فنى هؤلاء في الذات وقع لهم الجذب لحضرة الذات، وههنا أسرارٌ من فضلِ الله تعالى تقعُ لأهل الجذب الذاتيّ لا نريدُ أن نخوضَ فيها لكي لا يفهمُها من عليه الحجب والشوائب فهماً ناقصاً فيرتدّ ذلك عليه بالوبال، وهي من أفضال الله تعالى وإعجازاته التي حيّر بها وبهرَ أهل الجذب الذاتيّ عباده المطهّرين، فلا تَقِسْ يا صاحي الدّنيا بمنظار الماديّين ولا بمقياس المحجوبين بل قِسْها بمحبّة أهل الله تعالى أهل الولاية والقرب، سلف الأمّة وخلفها الأخيار، فإنّ السماء لم تنقطعْ عن الأرضِ أبداً ولن تنقطع إلاّ بذهاب العبد الخاتم قطب الوجود. فقلنا هؤلاء الكمّل بعد عودتهم من الفناء والجذب إلى حضرة البقاء والكمال والتحقّق والوراثة هناك يقعُ لهم التعرّف على صاحب هذه الحضرة وإمامها فليس في قلوبهم غيرُه من جهة التعلّق والعبدية والمحبّة الذاتية، ولغيره المحبّة التابعة لمحبّة الله تعالى. أمّا غيرُهُم فيحتاجونَ الفناء في صاحب الصّفات وسيّد الأكوان صلى الله عليه وسلم لأنَّهُ الباب والحجاب، فافهم. لذلك قامَ تعظيمُ صاحب الأكوان في الأكوان، لأنّهُ سيّدُها وإمامُها والقائدُ لنورِ الله تعالى ومعرفته، فلن تدخلَ إلاّ من بابه الأوحد، فاشتهرَ في الأكوانِ وعلى ذلك سارَ أهل التحقيق والمربّين على تعظيم هذا النبيّ العظيم صلوات الله وسلامه عليه فإنَّهُ سيِّدُ النّاس أجمعين ومحبوب ربّه اصطفاه لمنصّة الشهود وبعثه رحمة للعالمين وجعله دليل السّائرين إلى ربّهم وجمعَ فيه الكمال الإنسانيّ الذي تفرّق في غيره من الأنبياء والأولياء عليهم السلام.
ولذلك قد تجِدُ مشايخ لكنّهم لم يخرجوا عن الأكوان ولم يتحقّقوا بالفردانية، فتجدُهم لا يرونَ في الوجود سوى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويظنّونَ أنّه غاية غايات القرب الإنساني وسيِّدُ السادات الذي ليس فوقه سيِّدٌ (في المظهرِ الإنسانيّ) ففاتهم التحقيق، وهم من الصالحين والعلماء ومشايخٌ لهم أتباعهم، ولكنّهم ليسوا مشايخاً على التحقيق من الذين دخلوا حضرة الحقّ سبحانه، وفنوا في الذات، لأنّ الذاتيين عرفوا الحقّ سبحانه تحقيقاً، أمّا هؤلاء فَيُسمّونَ الصّفاتيين فنوا في الأفعال وفنوا في الصفات فَهُم في بحر الصّفات لم يتجاوزوها الى الذات، فما رأوا بالشهود والعلم إلاّ بحر الصّفات فرأوا يقيناً وشهوداً سيّد الصّفات والأكوان هو كلّ شيءٍ، رأوهُ كلّ شيءٍ لا باعتبارِ جعلهِ في مقام الألوهية (حاشاهم من الشرك) بل بجعله في مقامِ العبدية المحضة وأنّه الواسطة إلى ربّه وهو صلى الله عليه وسلّم حقيقٌ بالعبدية المحضة لأنّ الله جعله العبد الدّال عليه والأنموذج الكامل القدوة المُسمّى الإنسان الكامل، أي ما رأوا الإنسان الكامل إلاّ فيه صلّى الله عليه وسلّم وهم لربّهم من أهلِ التنزيه المطلق وليسوا من أهل الحقيقة الذين عرفوا الله بالجمع بين التنزيه والتشبيه كما هي الحقيقة، لأنّ الحقيقة المحمديّة لها وجهان ولها اعتباران، لها وجهٌ للخلْقية فهي من هذا الوجه تُسمّى محمّد سيّد الأكوان، وهي كما عبّرنا عنها سابقاً النقطة البيضاء، ولها وجهٌ للحقّ سبحانه فهي من هذا الوجه تُسمّى أحمد وهو عينُ الحقّ سبحانه، هو الرّوح الأعظم أمرُ الله، وهي التي عبّرنا عنها النّقطة السوداء. فالصفاتيون لم يتعرّفوا على الحقيقة المحمديّة إلاّ من جهة الصّفات ولم يخترقوا إلى ذاتها كما اخترق الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم عند سدرة المنتهى فرأى من آياتِ ربّه الكبرى ورأى الحقّ تعالى بالحقّ سبحانه، رأى الرّوح الأعظم. فهم وقفوا عند الصّفات فظنّوا أنّ ذلك أعلى وآخر ما تمظهرَ من الإنسان، وهو حقّ من وجهٍ فمن جهة الصفات فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم جعله الله خاتم الصّفات وبحرها ومجلى كمالها الأكمل، فافهم، فالعبودية تمّت ببعثته صلّى الله عليه وسلّم فهو سيّد الخلق أجمعين، أمّا صاحب الذات السيّد الصّمد فهو فوق الصّفات، فهو الحامد والمحمود والحمد، هو حقيقة الصّفات التي تعيّنت وهو الذات بإطلاقها وكنهها هو الغيب المطلق هو بحر الصفاء، ما ثمَّ شيءٌ في الوجود يُجانسه، فالصّفات مشتقّة منه والكمالات لاحت من ذاته، فهو الإطلاق واللانهايات في الكمالات والصّفاء والعلم، هو صاحب العلم المطلق والصّفاء المطلق، لذلك كان اسم الصوفية أي من الصّفاء، فعلى قدرِ صفائك أنتَ صوفيّ، فهم يهيمون في الصّفاء، وبحر الصّفاء هو صاحب الذات المطهّر من الأكوان والصّفات مطلقاً، فافهم. لذلك قال صلّى الله عليه وسلّم كما جاء في صحيح البخاري: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله.) فافهم. وغيرُ ذلك من الأحاديث الشريفة التي بيّن فيها صلّى الله عليه وسلّم الحقائق وأنّه رسولُ الله تعالى. وهؤلاء الصّالحون الصّفاتيون كما ذكرنا لم يشهدوا في النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سوى العبدية والتحقّق بما خلع الله عليه من الكمال التامّ والصفات الكاملة ولكنّهم لم يُدركوا ولم يقع لهم التعرّف على الإمام الخليفة، لتعلَمَ هذا العبدَ الذاتيّ الذي ما عبّرَ إلاّ عن الإطلاق، فغارَ أن تنزلَ الأسرارَ فيُدركها غير أهلها الأمناء، وهم أمناء مأمونون عليها، فحتى هؤلاء الصّفاتيون وهم أصحاب مراتب عالية، وهم على أقدام الأنصار من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ما وقع لهم هذا التعرّف، وحتّى لو قرؤوا ذلك أو سمعوهُ لما قبلوه ولأنكروهُ إنكاراً، وهذا هو واقع الحال، وقد ذكرنا ذلك أنّها قابليات وصناديق، لذلك نادى المنادي على أهل يثرب وهم هؤلاء الصّفاتيون "يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا". أي ارجعوا عن هذا المقام الذاتيّ، فإنَّهُ لا طاقة لكم به ولا مقام لكم فيه، فهم له منكرون وهو غير معرَّفٌ عندهم، كمجالات تعريف الدّوال، فافهم، لا يُمكنُ أن تشتغلَ الدّالة إلاّ في مجال تعريفها، وكذلك النّاس معادنٌ وقابلياتٌ، حكمتْ عليهم حقائقهم. فنقولُ هؤلاء الصّفاتيون حُجِبُوا بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن معرفة الله تعالى حقيقة المعرفة، فهم ليسوا من خاصّة الله تعالى أهل القرآن، أهل العروج الذاتيّ الذي نزل عليهم العلم بالقرآن، بنزول الروح قلوبهم. فعلم هؤلاء الصّفاتيين ناقصٌ. {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ}. | |
|
راية الجهاد
عدد المساهمات : 3319 تاريخ التسجيل : 07/10/2010
| موضوع: رد: طلوع الشمس من مغربها الأحد أكتوبر 06, 2013 12:33 am | |
|
حامل لواء الذات القائم بحق حمد الله المهدي 43
- 43 -
فذلك ما جاء في معنى الجسم الإسرائيليّ للمهدي عليه السلام، ثمّ إنّ هناك معنى آخراً يحمله هذا الوصف، إذ يطلقُ المحقّقونَ من أهل الله أكابر القوم، على المهدي وصف العربي الأعجميّ، ويصفُهُ الشيخ الأكبر في كتاب عنقاء مغرب أنّه عجميّ ليس بالعربيّ في معرض وصف ختم الأولياء مدارياً وكاتماً مقام المهدي حتى لا تظهرَ ختميته علناً ولغيرِ أهلها وفي غير وقتها، فماذا يُقصدُ بوصف العربيّ والعجميّ في بعديهما الحقيقيّان.
فهما في الحقيقة وصفانِ يعودانِ إلى الحقيقة، فوق ظاهرهما، فالعربيّ يُقصدُ به القمريّ من كونِ المحمديّين قمريون، أي بطنتْ فيهم الخصوصية الكبرى، فصاروا الى مقام الجمع الذاتيّ وراثة للحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم فهو القمريّ الذي عكس ضوء الشمس كاملةً، وبطنتْ فيه الرّوح، فكان مظهر الذات ومجلى الأسماء والصفات عليه صلوات الله وسلامه. إذ القمر يُقابلُ مقام القلب، والشمس تقابل الرّوح. فصارَ القلبُ عند عروج صاحبه العروجَ الذاتيّ ينزلُ فيه الروح فيعكسُ أنوار الروح. ويُصبحُ العبدُ ذاتياً قمرياً وارثاً للعبد القمريّ الأوّل العربيّ سيّدنا محمّد النبيّ الأميّ الأمين صلى الله عليه وسلم. فافهم. فهذا هو معنى العربيّ. فهو القمريّ لأنّ حساب العرب حساب قمريّ، وحساب العجم حساب شمسيّ. فكانت الشمسُ هي الرّوح، وترمزُ للحقّ تعالى، فالرّوح هو الحقّ سبحانه هو الملَك الذي ظهر الله فيه بذاته كما قال المحقّقون، وهو عينُ الخليفة كما ذكرنا ذلك مراراً، فصارَ الخليفة شمسياً أعجمياً، بخلاف جميع القمريين العرب المحمديّين، فجميع المحمديّين الكمّل والأفراد هم عربٌ اصطلاحاً ولو لم يكن أصلهم عربٌ ، فافهم. ولا يوجد سوى أعجميٌ واحد هو الخليفة، فهو الشمس بذاتها. الشمس التي نزلت في قلوب المحمديين العرب، وفي قلب خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فافهم. فكان المهدي هو العربيّ الأعجميّ. فإن وقفتَ على جزم الشيخ الأكبر لدواعي الكتم فهو الأعجميّ، وليس بعربيّ، لأنّه شمس وليس قمر. فهو الشمس بذاتها لذلك يخرجُ في آخر الزمان، وتطلعُ شمس المغرب في آخر الزمان ويغلقُ بابُ التوبة إشارةً لذهاب الخاتم والروح والخليفة، فافهم. وإشارةً لخروجه وظهوره، لمّا قال الشيخ الأكبر في عنقاء مغرب : "لم تزل الشمسُ جاريةً من المشرق الى المغرب بغيرها ومن المغرب الى المشرق بنفسها". فالمهدي هو شمس المغرب الذاتية الجارية بنفسها، لذلك طلع آيةً في السماء طلوع الشمس من مغربها آيةً على أوان الساعة. فهو علم الساعة أي المهدي. فهو الأعجميّ بهذا الاعتبار.
وإن وقفتَ على قول الشيخ الجيلي في كتاب الكهف والرقيم في وصفه للمهدي أنّه العربيّ الأعجميّ، فهو كذلك، إذ المهدي شمسه هي قمره، أو قمره هي شمسه، فمقامُ القلب هو إمامه، فهو عينُ القلب الذي نزلَ فيه الروح على القمريين العرب. فافهم، فكان هو القمر وهو الشمس جمعاً وبرزخاً أصلياً. فهو صاحبُ القلب وهو الإمام القدسيّ وهو صاحبُ الكعبة وهو قطب الأرواح كما كانت الكعبة قبلة الاشباح وكما كان القلبُ بيت الربّ ومحلّ نزول الروح القدسيّ فافهم. فهو القمريّ الشمسيّ. هو الخليفة وهو صاحبُ الذات. إذ هو عينُ الذات في سرّه. فافهم.
ثمّ إنّ الله تعالى يقولُ (وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ) [سورة: الحج - الأية: 47]. فتأمّل فيوم الربّ كسنةٍ والسنة شمسية، خلاف القمر فهو شهريّ، دورة الشمس سنوية ودورة القمر شهرية، وقال الله تعالى {ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر} سورة القدر. فقرنَ ليلة القدرِ التي أنزلَ فيها القرآن، وهي الليلة المحمدية فقرنَها بالشهور وفضّلها على جنس الشهور ليُشيرَ لنا إلى أنّ المحمديّة هي القمرية والعربية ونسبتُها للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم ففضّلها على جنسِ الشهور، أمّا يوم الربّ فما ذكِرَ بنسبة التفضيل لأنّه الواحد الأحدُ الذي إليه ينتسبُ ويرجِعُ كلّ شيءٍ، فكلّ شيءٍ عدمٌ بالنسبّة لذاتيته سبحانه، ولا يقومُ إلاّ به، فافهم. فهي ليلة القدرِ التي تُقابلُ يوم الربّ، هي الليلة المحمدية التي تقابل يوم ونهار الربّ. ولهذا نالت ذلك الشرّف والفضل العظيم، فالفضلُ يعودُ لليوم، أي يعودُ لصاحب الفضل سبحانه جلّ جلاله. فالليلة تابعة وليست أصل، تابعة لليوم الذي هو الأصلُ. فكان يوم الربّ شمسياً مقروناً بالسّنة، كألف سنة ممّا تعدّون، وكانت ليلة القدرِ المحمدية قمرية شهرية. فهي ليلة من جنس القمر الذي يطلعُ بالليل، فافهم.
فكان اليوم والشمس رمز للحقّ سبحانه، لذلك كان الخليفة أعجمياً، وحسابُ العجم شمسي. فافهم هذه الاصطلاحات وهذا الكتم وهذه الحقائق التي تدورُ حول الختم والخليفة الذي هو السيّد الصّمد، وسيّد الجلال والجمال الذي لا نظير لهُ فهو حقيقة كلّ وليّ ونبيٍّ فهو النبيّ الوليّ الرّسول كما قال الشيخ الأكبر، وهو حقيقةُ كلّ شيءٍ، فهو حقيقة الحقائق.
وكان الشهر والقمر رمز للنبيّ الخاتم صلوات الله وسلامه عليه، وبالتبعية والوراثة جميع ورثته الأولياء المحمديين، فهم القمريون وهم العرب بهذا الاعتبار وإن لم يكونوا في النّسب عرباً، فافهم.
فكان بهذا الاعتبار والتوصيف "المهدي" هو العربيّ الأعجميّ، أي القمريّ الشمسيّ. فهو حقيقة المراتب وهو العجميّ المتفرّد الذي إذا ظهرَ، كان كظهورِ الشمس في سماء النّهار، إذا طلعت وظهرت لا تُبقي وجوداً لقمرٍ أو كوكبٍ أو نجمٍ في السماء. فهو الخليفة السيّد الخاتم الحاكمُ الإمام الأعلى. وإذا غابَ كما غابَ قبل ظهوره الخاتم في آخر الزمان ظهرتِ الأقمارُ والكواكبُ والنّجومُُ. فبعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هي التي أهّلت الأرض وأمّته للأحمدية، فكانت الأحمدية باطنةٌ في القمريين العرب، ببعثة الهادي أحمد صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا بشّر المسيح عليه السلام ببعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم باسم أحمد، أي بخصوصية النبيّ الكبرى وأمّته من بعده وهي الأحمدية التي بطنت فيه وفي ورثته صلى الله عليه وسلم. وظهرتْ بكمالها وذاتيتها في الخاتم أحمد المهدي عليه السلام. فافهم.
فقلنا كان قمرُ المهدي هو شمسُه، وشمسُهُ هي قمرُه، إذ نوره ذاتيّ، فهو العلمُ على الساعة وهي ساعة تجلّي الإسم الأعظم وتجلّي الوحدة الذاتية، فحينما كان القمرُ عاكساً لضياء الشمس، كانت الوحدة ظلالية لا ذاتية، والنوّر معكوسٌ، فلمّا ظهر صاحب الضياء والنّور بذاته وطلعت شمس المغرب فقد صارت الوحدةُ عينية ذاتية، وتجلّى البطونُ الى ظهوره، فاستوى البطونُ والظهورُ في عهد الخليفة، فافهم. إذ عينُ الباطن والظاهر. ولذلك يظهرُ العلمُ في أجلى مراتبه ونصاعته، علم الحقيقة وعلم الظاهر. فقد ظهرَ صاحب العلم وصاحب الذات وصاحب الأعيان، وظهر النّور الذاتيّ بذاته شمسياً لا معكوساً كما كانت الأقمارُ تعكسُه قبل ظهوره في السماء. فافهم. قال الله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1)} سورة القمر. فانشقّ القمر بظهور الخليفة الذاتيّ.
قال الله سبحانه {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} سورة الرعد-47. يظهرُ صاحبُ علم الكتاب الذي يشهد للنبيّ الخاتم صلى الله عليه وسلم بخاتميّته ورسالته للعالمين. وكما قال المسيح عليه السلام "نحن علينا التنزيل والمهدي عليه التأويل". فينشرُ الحقّ ويقيمُ العدل ويختمُ بنصرة الحقّ على الباطل وزوال دولة الشرّ والشيطان ودولة الدجّال. وتتقدّسُ الأرضُ من رجسها وشرورها، وتشرقُ بنورِ ربّها وتلك هي علامة نزول روح الله فيها. ينزلُ هذه المرّة في قطبية الخليفة لتعود المرتبة لصاحبها، فالمهدي هو الروح، وصاحب روح القدس الأصليّ، والمسيح هو المسمّى روح الله نبوَّةً. فافهم.
| |
|
راية الجهاد
عدد المساهمات : 3319 تاريخ التسجيل : 07/10/2010
| موضوع: رد: طلوع الشمس من مغربها الأحد أكتوبر 06, 2013 2:07 am | |
|
فانا كنت بوضع هذا الموضوع امهد لاكتب لكم متى وكيف ستخرج الشمس من مغربها وما سرها لانه قيل الكثير حول طلوع الشمس من مغربها لكن لمذا وكيف ومتى لم يتطرق احد الى ذلك لكن بعد ان رأيت الصورة فخير هو ان يبقى علم حقيقتها مخفي !
فانني ارى اليوم انه ذنبي انا ان لم تخرج من مغربها عام 2005 بطلب مني الى الله بتاجيلها فبفعلي وطلبي هذا هو سبب خروج الدجال ولا حول ولا قوة الا بالله كانت رغبتي ان يمهل البشر فترة من الزمن علهم يرجعون ! لكن على ما يظهر ان هناك امور لا بد منها ! وان الشمس وجب ان تطلع في عام 2005 ! لان الامر كان قد تمهد ! فلله حكمة بالغة في اخراج الشمس من مغربها وفيها رحمة اكثر من كونها علامة للقيامة واغلاق باب التوبة فانا كنت انظر اليها بانها اية لاغلاق باب التوبة لكن تبين لي ليس كذلك نعم هي اية تغلق فيها باب التوبة لكنها علامة للمؤمنين بان الدجال فيهم وان لا يتبعوه فهو لن يستطيع تغيير ايات فلكية رغم معجزاته على الارض !
فلا داعي لذكر الان لمذا خروج الشمس من مغربها امر مهم للغاية وفيه فائده جمة للمؤمنين وعلامة فصل ! وفرقان ! وعلامة على اقتراب الساعه وبشارة بعودة سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام !
فلهذا ساسكت ولا اتكلم حتى تطلع الشمس من مغربها فعند اذن سترونها وتعرفونها وتعلمون الحكمة من طلوعها من المغرب !
| |
|