الدليل على وجود الله سبحانه وتعالى

السؤال
السلام عليكم
أنا لا أعرف هل هنا مكان سؤالي أم لا لكني أعاني جدا.
أنا لدي مشكلة في العقيدة، وهي وساوس شيطانية لا أعلم هل أنا مؤمنة بها أم لا من حيث وجود الله وأنه يسمعني أم لا مع أني أدعوه دائما وأجد الإجابة أحيانا، لكن الشيطان يقول لي إنها محض صدفة حصل ما تتمنين وليس دليلا لوجود الله، والله إني أستعيذ بالله من الشيطان دائما، وكأنه يقول هل لا تزالين تؤمنين بوجود الله، أنا من عائلة محافظة، وأنا محافظة نوعا ما، أحافظ على صلاتي، لكني لا أستطيع الخشوع فيها مطلقا،
وأتصدق قليلا لكني أحيانا إذا أردت أن أتصدق بمبلغ كبير يقول لي الشيطان تخسرين أموالا، لماذا؟
أقنع نفسي أنني إن لم أحصّل أجرا (أعوذ بالله) فأنا ساعدت أحدا محتاجا ولن أخسر شيئا
وأحيانا إذا بعد عني الشيطان قليلا أقول أخشى أني خارجة عن الملة فما بني على باطل فهو باطل!
أخشى أن أتعب نفسي في العبادة والصدقة وأنا خارجة عن الملة!!
كيف أعرف هل أنا فعلا لا أزال مسلمة أم لا؟
أنقذني، وإن لم تكن عندك إجابة أو مساعدة أرجوا أن توصلها لأي أحد لأني لا أستطيع التواصل مع أحد عبر الهاتف!!
فقط هنا ساعدني بالإجابة!
لا أحد يعلم أني أعاني أبدا إلا ربي.

الفتوى
ــــــــــــــ
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتناسق بين مفردات الكون دليل على وجود الخالق ووحدانيته، قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الانبياء:22)، ثم إن مّن تفكَّر وتأمل في هذا الكون علِم أنه يقوم على نظامٍ عظيم غاية في الدقة التي لا يمكن إنكارها، وكل نظام لابد له من مُنظِّم، والصدفة لا تُوجِد نظاما بديعاً يعجز عن إبداعه أخبَر الناس وأذكاهم.
وما تجدينه من وساوس الشيطان، فحاولي أن تصرفي ما يأتيك، ولا تخافي من هذه الوساوس أبدا، لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثقي بالله واثبتي ولا تخافي من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
والله تعالى أعلم.