| ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
سيف السماء
عدد المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين الأحد سبتمبر 15, 2013 1:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين ثم اما بعد اعجبني ما يكتب اﻷخ علي الصوفي في منتديات روض الرياحين فأحببت ان انسخ كل ما يعجبني فالاخ علي الصوفي يقرا ما نكتب هنا دون علم بعض اﻷعضاء فاحببت ان اشارككم في قرائة مواضيعه لتعم الفائدة على الجميع
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺃﻣّﺎ ﺑﻌﺪ : ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻋﺮ ﺃﺣﺪ ﺳﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺟﻤﻞ ﻣﺒﻬﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺷﺮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻴﺘﻪ ) ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ ( ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﺳﻤﻌﺎ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻟﻠﻌﻠﻢ ﺑﺤﺴﺐ ﺟﻬﺪﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻘﺼﺪﻱ ﻭﺗﻠﻚ ﻧﻴّﺘﻲ - ﺃﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻭّﻝ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺛﻢّ ﺃﻟﺤﻘﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﺣﺘﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻓﻬﻤﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺘﻬﺎ , ﻭﺗﺤﺖ ﻛﻞّ ﺳﻄﺮ ﻣﻦ ﺷﺮﺣﻲ ﺃﻛﺘﺐ ﺗﻘﻴﻴﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ - : ﻗﺎﻝ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﻌﻼّﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻔﻬّﺎﻣﺔ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺪﺱ ﺳﺮﻩ : ) ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻧﻘﺼﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺰﻟﻞ ( ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻲ : - ﻣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻓﻀﻠﻪ، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﻨﻌﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻋﺪﻟﻪ . ﺍﻟﺸﺮﺡ : ﻣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻚ : ﺃﻱ ﻣﺘﻰ ﻭﻓّﻘﻚ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺃﺗﻴﺖُ ﺑﻠﻔﻈﺔ ) ﺍﻹﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ( ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺨﺎﻡ ﺇﺫ ﺃﻥّ ﺍﻹﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮّﻱ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﻜﺄﻧّﻚ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﺮّﻛﻬﺎ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺭﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﺴﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻓﻌﻼ ﺃﻭ ﺣﻮﻻ ﻭﻗﻮّﺓ ﺇﺫ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺃﻭّﻝ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠّﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺷﻬﻮﺩ ﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻮّﺓ , ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﺈﻥّ ﻛﻞّ ﻣﻴﺴّﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ ( ﻟﻤّﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻨﺎﻁ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﺬﺍ ﺭﺩّﻫﻢ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﺇﺫ ﻳﺮﺩّﻙ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻓﻴﺔ ﺁﺩﺍﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺬﻟﻚ ﻓﻀﻠﻪ : ﺃﻱ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻫﻮ ﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺴﺒﻪ ﺑﺤﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻌﻠّﻘﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻓﻤﺘﻰ ﻫﺪﺍﻙ ﻭﻫﻮ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻓّﻘﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﺪﺍﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻮ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﻧﺴﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ ) ﺇﻫﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ( ﻓﻤﺘﻰ ﺭﺯﻗﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻭﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻟﻠﻄﺎﻋﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﻠﻪ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﻟﺬﺍ ﻗﻠﺖ ) ﻣﺘﻰ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻓﻀﻠﻪ ( ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﺳﻂ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻚ ﻷﻧّﻚ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺍﻟﻌﺒﺪ ﺧﺎﺩﻡ ﻋﻨﺪ ﺳﻴّﺪﻩ ﻓﻜﻦ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﺪﻙ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﺘﻰ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻮﻗﺎ ﻛﺄﺟﺮ ﺃﻭ ﺛﻮﺍﺏ ﻓﻜﺄﻧّﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺇﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺄﻧّﻚ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻪ ﻟﺬﺍ ﺃﻏﻠﻖ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺑﻌﻤﻠﻪ ... ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( ﻓﻌﻨﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﺇﻻّ ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﻭﺟﺪﻙ ﺿﺎﻻّ ﻓﻬﺪﻯ ( ) ﻭﻣﺘﻰ ﻣﻨﻌﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻋﺪﻟﻪ ( ﺃﻱ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻓّﻘﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ) ﻛﺤﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔّﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ( ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻋﺪﻟﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺑﺨﻞ ﺃﻭ ﺷﺢّ ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺠﻮّﺍﺩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻘﺮ ﺃﻭ ﺑﺨﻞ ﺑﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻝ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺘﻰ ﺭﺿﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺭﺑّﺎ ﻭﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﻭﺑﻤﺤﻤّﺪ ﺭﺳﻮﻻ ﻭﻧﺒﻴّﺎ ﻭﺭﺿﻲ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺗﻠﻘّﺎﻫﺎ ﺑﺴﻤﻊ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻐﻤﺮﻩ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻫﺪﺍﻳﺘﻪ ﻭﻧﺼﺮﺗﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ .. ﺇﻟﺦ .. ﺃﻣّﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺮﺽ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺭﺑّﺎ ﻭﻛﻔﺮ ﻭﻃﻐﻰ ﻭﺗﺠﺒّﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔّﺎﺭ ) ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﻋﺼﻴﻨﺎ ( ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﺎﺳﺒﻬﻢ ﺑﻌﺪﻟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻮ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻣﻮﺍ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﻓﺘﺒﻴّﻦ ﺃﻥّ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻲ ) ﻣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻓﻀﻠﻪ , ﻭﻣﺘﻰ ﻣﻨﻌﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻋﺪﻟﻪ ( ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺮﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ | |
|
| |
سيف السماء
عدد المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: رد: ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين الأحد سبتمبر 15, 2013 2:08 pm | |
| ﺭﺑّﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﻣﻨﻌﻚ ﺑﺎﻃﻨﺎ، ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﻭﻣﻨﻌﻚ ﻇﺎﻫﺮﺍ، ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ . ﺍﻟﺸﺮﺡ : ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﺇﻻّ ﻋﻦ ﻋﺪﻝ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻓﻬﻮ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ : ﻣﻨﻊ ﺑﻌﺪﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ , ﻭﻣﻨﻊ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻟﻐﻨﻰ ﻣﺜﻼ ﻓﺈﻥّ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﺇﻻّ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻠﻮ ﺃﻏﻨﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻜﻔﺮ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻫﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺼﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻷﻭّﻝ ﻷﻥّ ﻣﻨﻊ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻣّﺎ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻤﻀﺮّﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻣﻨﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺻﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻠﻤّﺎ ﺳﺄﻟﻮﻩ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧّﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻬﻢ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻫﻜﺬﺍ ... ﻟﺬﺍ ﻗﻠﺖ : ) ﺭﺑّﻤﺎ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﻣﻨﻌﻚ ﺑﺎﻃﻨﺎ ( ﺃﻱ ﺭﺑّﻤﺎ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻚ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﺩﻭﻥ ﺑﺎﻃﻦ ﺃﻱ ﻛﺈﻣﺎﻣﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻃﺎﻋﺎﺕ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻛﺴﻘﺎﻳﺔ ﺃﻭ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻭ ﻛﺠﻬﺎﺩ ﻭﻣﺮﺍﺑﻄﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻤّﻦ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ﻛﻔﻨﺎﺀ ﻭﺑﻘﺎﺀ ﻭﺷﻬﻮﺩ ﻭﻓﺘﺢ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻌﺪﻡ ﻣﻘﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﻣﻨﻌﻚ ﺇﻳّﺎﻩ ﺇﻻّ ﺭﺣﻤﺔ ﺑﻚ ﻟﺬﺍ ﺃﻭﺻﺎﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺘﻤﻨّﻰ ﺑﻤﺎ ﻓﻀّﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻓﺈﻥّ ﻟﻜﻞّ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻀﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻋﻨﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺪﺑﺎﻍ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﻖّ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻌﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺸﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧّﻲ ﺃﻏﺒﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻛﺄﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ) ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ( ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺣﺎﺯ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺇﻻّ ﺳﻴّﺪ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻻّ ﻭﻫﻮ ﻓﺎﺿﻞ ﻭﻣﻔﻀﻮﻝ , ﻓﺎﺿﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻀّﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻣﻔﻀﻮﻝ ﺑﻤﺎ ﻓﻀّﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺑّﻤﺎ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻜﻨﺖ ﻗﻄﺐ ﺭﺣﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻯ , ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﻜﺎﺑﺪﺓ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺧﻔﻲ ﺣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻼ ﻳﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺒﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻣﺸﺎﻕ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﺬﺍ ﻋﻈّﻢ ﺳﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻷﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻓﻬﻢ ﺣﺮّﺍﺱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺣﺼﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ – ﻓﻬﺬﺍ ﻧﻮﻉ - ﻓﺮﺑّﻤﺎ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻚ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﺃﻭ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻓﺮﻭﻉ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺃﻋﻄﻴﺘﻚ ﺍﻷﺻﻞ ﺛﻢّ : ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﺇﺳﺘﺨﺪﻣﻚ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺷﺄﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻛﺴﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻤّﻦ ﺭﺯﻗﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻛﺎﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﻢ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻞّ ﻋﺒﺪ ﻳﺆﻫّﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻪ ﺃﻫﻞ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻻّ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﻓﻴﻮﻓّﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺈﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤّﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﻣﺎ ﺭﺿﻲ ﺑﻤﻘﺎﻣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ | |
|
| |
سيف السماء
عدد المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: رد: ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين الأحد سبتمبر 15, 2013 2:11 pm | |
| ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻤّﺎﻝ ﺍﺫﺍ ﻃﻠﺒﻚ ﻋﺪﻟﻪ، ﻓﺮﺏّ ﻋﻤّﺎﻝ ﺃﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻄّﺎﻝ ﺍﺫﺍ ﺃﺩﺭﻛﻚ ﻓﻀﻠﻪ، ﻓﺮﺏّ ﺑﻄّﺎﻝ ﺃﺳﻌﺪﻩ ﺍﻟﻔﻀﻞ . ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻤﺘﻚ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻣﻪ ﻭﻟﻮ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ ﺇﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﻚ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻟﻄﻒ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻘﻮﻟﻪ ) ﻭﻟﻶﺧﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ( ﻓﻜﻠّﻤﺎ ﻋﻼ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻛﻠّﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻛﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ) ﺇﻗﺮﺃ ﻭﺍﺭﺗﻖ ( ﻓﺤﻴﺜﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺑﻪ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺗﻮﻗّﻒ ﻓﻜﺎﻥ ﻣُﻘﺎﻣﻪ ﺇﻻّ ﺃﻫﻞ ﻳﺜﺮﺏ ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻣﻘﺎﻡ ﻟﻬﻢ ﻟﺬﺍ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻓﻬﻨﺎ ﻣﺘﻰ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻣﻼ ﻭﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺤﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﺃﻭ ﺗﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺪﺭﺗﻚ ﻭﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻙ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﻙ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻮّﺓ ﻟﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻮﻓّﻘﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍﻋﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺫﺍﺗﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻧّﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ( ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻛﻞّ ﻣﻴﺴّﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ ( ﻓﻔﻴﻪ ﺫﻛﺮ ﺃﻥّ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻟﻠﻪ , ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻐﺒّﺔ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠّﺔ ﻭﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﻤﺘﻰ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻚ ﻭﻣﺘﻰ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻚ ﻓﺬﻟﻚ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﻧّﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻮّﺓ ﻟﺬﺍ ﻗﻠﺖ : ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻤّﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﺒﻚ ﻋﺪﻟﻪ ﺃﻱ ﺣﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻚ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻣﺘﻰ ﻧﺴﺒﺖ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻴﻚ ﻛﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﺼّﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻓﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﻭﻓّﺖ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻛﻠّﻬﺎ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻓﺘﺒﺮّﺃ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻞ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﺃﻱ ﺣﺬﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻓﺘﻌﻈﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﻃﺎﻋﺎﺗﻚ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻓﻴﻨﺼﺐ ﻟﻚ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻠﻮ ﻧﺼﺐ ﻟﻚ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﺤﺘﻤﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻤّﺎﻻ ﺑﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺎﺀﻻ , ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻّ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻓﻤﺘﻰ ﻧﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺪ ﺟﺤﺪ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺎ ﻭﻓّﻰ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺬﺍ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ) ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﻛﻨّﺎ ﻟﻨﻬﺘﺪﻱ ﻟﻮ ﻻ ﺃﻥ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻗﻠﺖ : ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻄّﺎﻝ ﺍﺫﺍ ﺃﺩﺭﻛﻚ ﻓﻀﻠﻪ، ﻓﺮﺏّ ﺑﻄّﺎﻝ ﺃﺳﻌﺪﻩ ﺍﻟﻔﻀﻞ . ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﻓﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻄّﺎﻝ ﻣﺘﻰ ﺃﺩﺭﻛﻚ ﻓﻀﻠﻪ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻘﺮ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺒﺘﻠﻰ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺃﻭ ﺗﺮﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻚ ﻓﺈﻥّ ﻫﺬﺍ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻭﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻙ ﻓﺎﻟﻌﺒﺮﺓ ﻛﻠّﻬﺎ ﺑﺸﻬﻮﺩ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻤﺘﻰ ﻃﻠﺒﻚ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻚ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﺘﺨﻴﺐ ﻭﺭﺑّﻤﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﻏﻴﺮﻙ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻨﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻗﺼﺺ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ) ﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﺸﻘﻰ ﺑﻬﻢ ﺟﻠﻴﺴﻬﻢ ( ﻓﻨﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ , ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺘﺮﻙ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻞ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﻟﻸﺩﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺸﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﻨّﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ... ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻣﺠﺎﻫﺪﺍ ﻭﻟﻐﻴﺮﻙ ﻧﺎﺻﺤﺎ ﻫﺎﺩﻳﺎ ﻭﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺣﻤﺔ | |
|
| |
سيف السماء
عدد المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: رد: ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين الأحد سبتمبر 15, 2013 2:14 pm | |
| ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻧﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﻘﺼﺪﻩ، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻏﻴّﺒﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﺘﺸﻬﺪﻩ . ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻤﺘﻚ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺷﻬﻮﺩ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻭﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴّﻨﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻷﻥّ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﻠﻌﺒﻴﺪ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺷﺮﻁ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻟﺬﺍ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺎ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﺋﻴﻦ ﺛﻢّ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻳﻦ ﺛﻢّ ﻓﻲ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻠﻮﺍﺻﻠﻴﻦ , ﻓﺎﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻸﺟﻮﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤّﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻛﻲ ﺗﺠﻨﻲ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻛﻲ ﺗﺠﻨﻲ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻛﻲ ﺗﺸﻔﻰ ﺑﺪﻭﺍﺀ ﺃﺯﻫﺎﺭﻫﺎ ﻟﺬﺍ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﻭﻣﻦ ﻛﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻥ ﺣﺘّﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻮّﻥ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻬﺬﻩ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻣﻨﻚ ﻷﻧّﻚ ﻣﺘﻰ ﺇﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻔﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻘّﻚ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻭﺣﺠﺎﺑﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﻛﻲ ﺗﺤﺠﺒﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﻞ ﻛﻲ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺬﺍ ﻗﻠﺖ : ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻧﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﻘﺼﺪﻩ ﺃﻱ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺇﻻّ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﺪّ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﺎ ﺗﺠﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺬﺍ ﻭﺟﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻠّﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺘﻰ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﻛﺤﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻓﻲ ﺃﻧّﻬﻢ ) ﻳﺤﻘﺮ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺻﻼﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﻼﺗﻬﻢ .. ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( ﻷﻥّ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﺞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺎ ﺃﻭ ﻧﻮﺭﺍ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﺈﻥّ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺗﺬﻫﺐ ﻫﺒﺎﺀﺍ ﻣﻨﺜﻮﺭﺍ ﻟﺬﺍ ﻭﺭﺩ : ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺯﺍﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺭﻛﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﺍﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻥّ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺼﻮّﺭﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﻠّﺔ ﻭﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ) ﻣﻦ ﺩﻟّﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺃﺗﻌﺒﻚ ( ﻓﻜﺎﻥ ﺷﺄﻥ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒّﺎﺩ ﺃﻧّﻬﻢ ﻳﺒﻘﻮﻥ ﺍﻷﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃُﺧﺬ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ﻛﻨﺖ ﻭﺃﺥ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻭﻛﻨّﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻏﺪﺍ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺓ ﻓﻘﺎﻝ : ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ ﻏﺪﺍ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻨﺎ ﻓﻬﻠّﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻖّ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﻋﺒﺪﻧﺎﻩ ﺣﻖّ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ , ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﻓﺘﻨﺒّﻬﻨﺎ ﻭﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺧﺬﻧﺎ ) ﻧﻘﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ( ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻧﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺘﻘﺼﺪﻩ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺘﻰ ﺇﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻟﻚ ﻟﻘﺼﺪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﻌﻮّﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺪﺭﺝ ﺑﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻠﻮ ﻻ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﺎ ) ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺴﺒّﺢ ﺑﺤﻤﺪ ﻭﻧﻘﺪّﺱ ﻟﻚ ( ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺑﻴﻦ ﻭﻭﺟﻪ ﻋﺼﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﺕ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻭﺫﻛﺮﻫﺎ ﺑﻞ ﻭﺟﻪ ﻋﺼﻤﺘﻬﺎ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﺇﻻّ ﻏﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﻓﻘﺪّﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧّﻬﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺔ ) ﻻ ﻳﻌﺼﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﺆﻣﺮﻭﻥ ( ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺩﺧﻠﺖ ﻏﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻜﻪ ﻣﻨﺘﻬﻚ ﺳﻴّﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺮﻡ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ ﻓﻐﺎﺭﺕ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻚ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻜﺄﻧّﻬﺎ ﺗﻘﻮﻝ ) ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺘﻬﻚ ﺣﺮﻣﺎﺗﻚ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺃﻟﻢ ﻳﻜﻔﻪ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﻳﻄﻴﻌﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨّﺎ , ﻟﺬﺍ ﺭﺩّﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻢ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻭﺃﻥّ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻐﻴﺒﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ) ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻨﺎ ﺇﻻّ ﻣﺎ ﻋﻠّﻤﺘﻨﺎ ( ﻓﻤﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﺃﺧﻼﻕ ﺳﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻤﺎ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻧﻬﺎﻙ ﻫﻦ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻّ ﻟﺘﻘﺼﺪﻩ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﺷﺮّﻉ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺷﺮّﻉ ﺃﻭ ﺃﻭﺻﺎﻙ ﺑﻤﺎ ﺃﻭﺻﻰ ﺇﻻّ ﻛﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﻨﻴﺦ ﻣﻄﺎﻳﺎﻙ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﺎﻋﺘﺰّ ﺑﻤﻦ ﺃﻣﺮﻙ ﻟﺘﻘﺼﺪﻩ ﻭﺃﻓﻨﺎﻙ ﻟﺘﺸﻬﺪﻩ ﻓﻌﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺻﺤّﺔ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﺄﻣﺮﻙ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻛﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ) ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﺟﻬﻪ ( ﺛﻢّ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻫﻨﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻘﻠﺖ : ) ﻭﻣﺘﻰ ﻏﻴّﺒﻚ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﺘﺸﻬﺪﻩ ( ﻓﺄﺿﺤﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ , ﺛﻢّ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢّ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻸﺟﻮﺭ ﻷﻧّﻪ ﻻ ﺃﺟﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻋﻤﻞ ﺛﻢّ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻟﻠﻨّﻮﺭ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻼ ﻗﺼﺪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ , ﺛﻢّ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻫﻲ ﻟﻠﺸﻬﻮﺩ ﻓﻼ ﺷﻬﻮﺩ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﺄﺿﺤﻰ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺛﻼﺙ : ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﻮﻓﻴﺔ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺛﻢّ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻓﻴﺔ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺻﺤّﺔ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﻢّ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻻﺯﻡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻓﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﺒﻘﻰ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻛﺎﻟﺘﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﻠﻚ | |
|
| |
سيف السماء
عدد المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: رد: ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين الأحد سبتمبر 15, 2013 2:17 pm | |
| ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻋﻄﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻛﺪ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺃﻱ ﻣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﻭﺃﺟﺮ ﻭﻗﺮﺏ ﻭﻋﻄﺎﺀ ﻭﻣﻨﺢ ﻣﻊ ﺟﻨﻮﺡ ﺇﻟﻰ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻭﺗﻌﻤّﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻭﺍﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻧﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻭ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺑﻌﻴﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ... ﻭَﻏَﺮَّﺗْﻜُﻢُ ﺍﻷَﻣَﺎﻧِﻲُّ ﺣَﺘَّﻰ ﺟَﺎﺀَ ﺃَﻣْﺮُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻏَﺮَّﻛُﻢ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻐَﺮُﻭﺭُ ... ﺍﻵﻳﺔ ( ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺣَﺘَّﻰ ﺟَﺎﺀَ ﺃَﻣْﺮُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻏَﺮَّﻛُﻢ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻐَﺮُﻭﺭُ ( ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﺩ ﻫﻮ ﻗﺒﺢ ﺍﻏﺘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻭﺑﻤﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﻷﻧّﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻜﺮ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺃَﻓَﺄَﻣِﻨُﻮﺍْ ﻣَﻜْﺮَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻓَﻼَ ﻳَﺄﻣَﻦْ ﻣَﻜْﺮَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺇِﻻَّ ﺍﻟْﻘَﻮْﻡُ ﺍﻟْﺨَﺎﺳِﺮُﻭﻥَ ( ﻟﺬﺍ ﺧﺎﻑ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻤﺎ ﺍﻏﺘﺮﻭﺍ ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻭﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺑﻞ ﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻗﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺒﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻔﺮﺣﻮﺍ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ( ﻛﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻞ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻮﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻛﺒﺸﺮﻯ ﺑﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﺑﺎﻃﻨﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺍﻏﺘﺮ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺄﻭﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺀ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﻓﺄﻃﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻀﺮﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ) ﻟﻮ ﻭﺿﻌﺖ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﻣﻨﺖ ﻣﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ( ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻈﻴﻢ ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻣﻌﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﻂ ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﻂ ﻣﻦ ﻓﺮﺡ ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﺣﺒﻮﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻟﻢ ﻳﺤﺠﺐ ﻋﻦ ﺗﻮﻓﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺣﻘﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﻭ ﻗﺪﺭﺍ ﻭﻋﻠﻤﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻐﺘﺮﻳﻦ ﻭ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﻭﻻ ﺑﺎﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ ﻣﻜﺘﺮﺛﻴﻦ ﻓﺄﺧﺬﻫﻢ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺯﺍﻋﻤﻴﻦ ﺃﺣﻘﻴﺘﻬﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﺭﺑﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻏﺘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﻢ ) ﻭَﻗَﺎﻟَﺖِ ﺍﻟْﻴَﻬُﻮﺩُ ﻭَﺍﻟﻨَّﺼَﺎﺭَﻯٰ ﻧَﺤْﻦُ ﺃَﺑْﻨَﺎﺀُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺃَﺣِﺒَّﺎﺅُﻩُ ( ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﺗﺼﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮﺏ ) ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻟَﻦْ ﺗَﻤَﺴَّﻨَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻳَّﺎﻣﺎً ﻣَﻌْﺪُﻭﺩَﺓً ( ﻓﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ) ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ( ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ) ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ( ﻓﻼ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ ) ﺍﻟﻔﻀﻞ ( ﻷﻧﻪ ﺃﻋﻢّ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻓﺎﻟﺮﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﺫَﻛَﺮَ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻷﻧﻪ ﺃﻋﻢّ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﺎﻟﺨﻮﻑ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻓﺎﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻧﺘﻴﺠﺘﺎﻥ ﻟﻠﺮﺟﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻷﻥّ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﻔﻀﻠﻪ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻷﻥّ ﺍﻻﻏﺘﺮﺍﺭ ﻳﻮﺭﺙ ﺃﻣﻦ ﻣﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻤﻦ ﻳﻘﻨﻂ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﺑﺸﻬﻮﺩ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻬﻮ ﻳﺎﺋﺲ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ ( ﻓﺘﻌﻴّﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺑﺸﻬﻮﺩ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻪ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻏﺘﺮﺍﺭ ﻭﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﺩﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻹﻟﻬﻲ ) ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺑﻌﻤﻠﻪ .. ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﺩﺑﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺳﻞ ) ﻗُﻞْ ﻟَﺎ ﺃَﻣْﻠِﻚُ ﻟِﻨَﻔْﺴِﻲ ﻧَﻔْﻌًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺿَﺮًّﺍ ( ﻟﺬﺍ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺍﻏﺘﺮﺍﺭ ﻧﺒﻲّ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺳﻴّﺪ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ) ﺃﻧﺎ ﺳﻴّﺪ ﻭﻟﺪ ﺁﺩﻡ ﻭﻻ ﻓﺨﺮ ... ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ( ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﺗﺠﺪﻩ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﺭﻣﻠﺔ ﻭﻳﺤﺐّ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻳﻜﺮﻡ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻭﻳﺤﺐّ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻣﻴﻦ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥّ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﻏﺘﺮّ ﻗﺎﻝ ) ﺃﻧﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻪ ( ﺍﻏﺘﺮّ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﻓﺮﺃﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻫﻞ ﻟﻜﻞّ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﻥّ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ... ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ : ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻈﻤﺖ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻙ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺭﺁﻫﺎ ﻣﻨﻚ ﺻﺎﺩﺭﺓ , ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺫﻭﺍﻕ ﻷﻥّ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺠﺎﺏ ﺍﻏﺘﺮﺍﺭ ﺛﻢّ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻏﺘﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻷﻥّ ﻓﻴﻪ ﻣﺰﺍﺣﻤﺔ ﻟﻠﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻮﻫﻴﺘﻬﺎ .. ﻟﻬﺬﺍ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﻠﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺫﻭﻕ ﺇﻳﻤﺎﻧﻲ , ﺛﻢّ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﻠﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺗﺼﺎﻑ ﺇﻳﻘﺎﻧﻲ , ﺛﻢّ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻋﻠﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻣُﻘَﺎﻡ ﻋﺮﻓﺎﻧﻲ ﺇﺣﺴﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪّﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﺎﺋﺪﺓ : ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﺮﻭﺍﺡ ﻓﻴﻬﺎ : ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺣــﻢ ﺗَﻨﺰِﻳﻞُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟْﻌَﺰِﻳﺰِ ﺍﻟْﻌَﻠِﻴﻢِ ﻏَﺎﻓِﺮِ ﺍﻟﺬَّﻧﺐِ ﻭَﻗَﺎﺑِﻞِ ﺍﻟﺘَّﻮْﺏِ ﺷَﺪِﻳﺪِ ﺍﻟْﻌِﻘَﺎﺏِ ﺫِﻱ ﺍﻟﻄَّﻮْﻝِ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻻَّ ﻫُﻮَ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺍﻟْﻤَﺼِﻴﺮُ ( ﺑﻴّﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ : ﻏﺎﻓﺮ ﺍﻟﺬﻧﺐ ) ﻟﻠﻤﺒﺘﺌﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ( ﻗﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﻮﺏ ) ﻟﻠﺴﺎﺋﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ( ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ) ﻟﻤﻦ ﺃﺳﺎﺀ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ( ﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺒّﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻓﻘﺎﻝ ) ﺫِﻱ ﺍﻟﻄَّﻮْﻝِ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻻَّ ﻫُﻮَ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺍﻟْﻤَﺼِﻴﺮُ ( ﻟﻬﺬﺍ ﻟﻤﺎ ﺳﻘﻂ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ) ﻋﻠﻴﻚ ﻟﻌﻨﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ( ﻭﻟﻤّﺎ ﻋﺎﺗﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ) ﻓَﻠَﻮْﻟَﺎ ﺃَﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻤُﺴَﺒِّﺤِﻴﻦَ ﻟَﻠَﺒِﺚَ ﻓِﻲ ﺑَﻄْﻨﻪ ﺇِﻟَﻰ ﻳَﻮْﻡ ﻳُﺒْﻌَﺜُﻮﻥَ ( ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻱ ﻟﻮ ﻻ ﺃﻧّﻪ ﺭﺟﻊ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻟﻤﺤﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﺤﻖّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻓﻨﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ( ﺃﻱ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻷﻧّﻪ ﻟﻤّﺎ ﺗﺮﻙ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻲﺀ ﺍﻹﺫﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻹﺫﻥ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﻟﻮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺤﺪّﺩ ﻟﻪ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻹﺫﻥ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻬﻢ ﻟﻴﻼ ﻓﺠﺮﺍ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻹﺫﻥ ﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺳﻠّﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺑﺎﻹﺫﻥ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﺨﺮﺝ ﻟﻴﻼ ﻓﺒﻘﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﺑﻘﻲ ﺯﻣﻨﺎ ﺛﻢّ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺿﺠﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﻛﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻣﻊ ﺭﺑّﻬﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﻭﻳﺰﻧﻮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﺑﺎﻟﻘﺴﻄﺎﺱ .. ﻟﺬﺍ ﺍﺳﺘﺤﻖّ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺗﺨﻠﻴﺔ ﻭﺗﺤﻠﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺭﺝ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺑﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺫﻭﻕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺤﻞّ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺫﻭﺍﻕ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﺋﺮ ﺳﻘﻴﻤﺔ ﻭﺃﻓﺌﺪﺓ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻓﺘﺘﺤﻮّﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻴﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺿﺪّﻫﺎ ﻓﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻪ ﻓﻼ ﺗﻐﺘﺮّ ﺑﺎﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺏ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﻛﻠﻬﻢ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﺑﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻭﺿﺢ ﺳﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎﺋﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺁﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺎﺭﻑ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﻻ ﻳﺤﻔﻆ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﺘﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻓﺎﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻫﻲ ) ﺍﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﻛﺮﺍﻣﺔ ( ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﺣﺎﺩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻼ ﺗﺘﺒﻌﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻣﺘﻰ ﻓﺘﺢ ﻟﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﺎﻵﺩﺍﺏ ﺭﺩّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﺴﺎﻣﺮﻱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻹﺑﻠﻴﺲ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻓﻔﻴﻬﻤﺎ ﺁﻳﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻐﺘﺮّﻭﺍ ﺃﻡ ﻳﺴﻴﺌﻮﺍ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢّ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻏﺎﻓﺮ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻗﺎﺑﻞ ﺍﻟﺘﻮﺏ ( ﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ) ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ( ﻓﻬﻮ ﻋﺪﻝ ﻣﻨﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﺠﻨﻮﺩ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺑﺺ ﺑﻚ ﻣﺘﻰ ﺯﻏﺖ ﻋﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻚ ﻫﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻓﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﺗﺮﺍﻗﺒﻚ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻓﻤﺘﻰ ﺭﺃﺗﻚ ﺃﺳﺄﺕ ﺍﻷﺩﺏ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﺮﻙ ﻭﻣﻌﺮﺍﺟﻚ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﺎﺩﻋﻴﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻚ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ) ﻗﺬﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﺃﺑﺎﻟﻲ ( ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ ﺛﻢّ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ | |
|
| |
سيف السماء
عدد المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: رد: ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين الخميس سبتمبر 19, 2013 7:04 am | |
| ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻧﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺤﻘّﻘﻚ ﺑﺎﻧﻮﺍﺭ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﻟﻴﺠﻤﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻦ ﺫﺍﺗﻪ . ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺏ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﻧﺬﻛﺮ ﺛﻤﺮﺓ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻭﻧﺘﻴﺠﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ : ) ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻭﻧﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺤﻘّﻘﻚ ﺑﺄﻧﻮﺍﺭ ﺻﻔﺎﺗﻪ ( ﺇﺫ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﺨﻼﺹ ﻧﻴﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﺗﻮﺟّﻪ ﻣﺂﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ) ﻟﻴﺤﻘّﻘﻚ ﺑﺄﻧﻮﺍﺭ ﺻﻔﺎﺗﻪ ( ﺇﺫ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻟﻚ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻭﻻ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﻙ ﻭﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻙ ﻓﺈﻥّ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺑﻴﻦ ﺇﺗّﻜﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻮ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺭﺑّﻬﻢ ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻷﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻻﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﻭﺗﺎﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻭﻻﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺩ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺇﺫ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﺣﺠﺒﻚ ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺤﺐّ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻟﻚ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﻭﻻ ﺷﻬﻮﺩﺍ ﻏﻴﺮ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﺳﻨﺎﻩ ﻟﺬﺍ ﺫﻛﺮ ﺳﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺒﺎﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺃﻧّﻬﻢ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻋﻠﻞ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻛﻲ ﻳﻮﺻﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﺁﺩﺍﺏ ﺳﺎﺩﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻓﻤﺘﻰ ﺳﻠﻜﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻓﻬﻤﺖ ﻋﻠﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻓﻌﻨﺪﻫﺎ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪﻙ ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺮﻳﺪﻙ ﻓﻼ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻓﻼ ﺗﻨﺴﺐ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻟﺴﻮﺍﻩ ﻓﺘﻘﻮﻝ : ﻻ ﻓﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ ( ﺇﺫ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻘﻚ ﻭﻻ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻌﻚ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻝ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ( ﻟﻜﻔﻰ ﺩﻟﻴﻼ ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻷﻋﻤﺎﻟﻚ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻚ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺇﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻥّ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺛﺒﺖّ ﺟﻬﻠﻚ ﺑﻪ ﻟﺬﺍ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﻋﻨﺪ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻓﻈﻨّﻮﺍ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻫﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺃﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺨﻠﻄﻮﺍ ﻭﺯﺍﻏﻮﺍ , ﻓﺈﻥّ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ , ﻛﻤﺎ ﻓﺴّﺮ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ ) ﺇﺭﺍﺩﺗﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ... ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ( ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﺄﺗﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻬﻮ ﻫﻨﺎ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻷﻥّ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻤﻦ ﺇﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﺴﻴﻨﺴﺐ ﻓﻌﻞ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ , ﺃﻣّﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭﺟﻬﻪ ( ﻓﻬﻮ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻣﻨﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﺧﺒﺎﺭﻫﻢ ﻫﻢ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ) ﺧﻠﻖ ﻓﻴﻚ ﻭﻧﺴﺐ ﺇﻟﻴﻚ ( ﻓﻨﺴﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻣﺎ ﻧﺴﺒﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻢ ﺑﺸﺎﻫﺪ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﻣﺎ ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﻫﻢ ﻭﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻛﻠّﻤﺎ ﺗﺒﺮّﺟﺖ ﻟﻪ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ) ﺇﻧّﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻼ ﺗﻜﻔﺮ ( ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ ) ﻛﺎﺩﺕ ﺣﻜﻢ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺣﻴﺎ ﻳﺘﻠﻰ ( ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺼﻮﻓﻴﺔ ﺇﻻّ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻜﻔﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻭﻟﻲّ ﻋﺎﺭﻑ ﺇﻻّ ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻟﺬﺍ ﻧﺒّﻪ ﺳﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﺯﺭّﻭﻕ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺿﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺷﺮﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺠﺐ ﺍﻷﻋﺎﺟﻴﺐ ﻛﺘﺎﺏ ) ﺇﻳﻘﺎﻅ ﺍﻟﻬﻤﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ( ﻓﻴﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻭﺷﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺣﻴﺎ ﻓﺈﻧّﻪ ﻛﻠّﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻜﻢ ﻗﻠﺖ : ) ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﻟﻴﺠﻤﻌﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻦ ﺫﺍﺗﻪ ( ﺇﺫ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻟﻴﺠﻤﻌﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫ ﺃﻥّ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺷﻬﻮﺩﻫﺎ ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﺤﺠﺒﻚ ﻋﻨﻪ ﻭﻳﺸﺘّﺖ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻼ ﺗﻨﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ , ﻓﻬﻮ ﺃﻣﺮﻙ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻚ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻞ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻴﺤﺠﺒﻚ ﻋﻨﻪ , ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺻﻠّﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻧﻲ ﺃﺻﻠّﻲ , ﻓﻜﻤﺎ ﻗﻴّﺪﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﻭﻓﺮﺍﺋﺾ ﻭﺳﻨﻦ ﻭﻣﺴﺘﺤﺒﺎﺕ , ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻗﻴّﺪﺕ ﺑﺎﻃﻨﺎ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﻭﻓﺮﺍﺋﺾ ﻭﺳﻨﻦ ﻭﻣﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ﻓﻤﻦ ﺇﻋﺘﻨﻰ ﺑﺎﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﻛﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻌﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻳﺤﺎﺟﺠﻪ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﻭﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﻣﺘﻰ ﺇﻋﺘﻨﻰ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺷﺮﻭﻃﻪ ﻓﺤﺘﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﻨﻲ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺃﺭﻛﺎﻧﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻣﺎ ﺳﻮﺍﻫﻤﺎ ﺯﻧﺪﻗﺔ ﻭﻓﺴﻖ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻃﻮﻳﻞ ﺑﺸﻮﺍﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺗﺮﻛﻨﺎﻩ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﺴﺂﻣﺔ ﻭﻧﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺍﻟﻼﺣﻖ
| |
|
| |
سيف السماء
عدد المساهمات : 442 تاريخ التسجيل : 13/10/2010
| موضوع: رد: ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين الخميس سبتمبر 19, 2013 7:20 am | |
| ) ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻬﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻬﻞ ﺑﺤﻘﻮﻕﺍﻟﺬﺍﺕ (ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺃﻋﻼﻩ ﻣﻤّﺎ ﻳﺸﺮﺡ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺃﻧّﻪﻣﻦ ﻋﻠﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﻋﺪﻡ ﺇﺭﺟﺎﻉ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻧﻬﺞ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺫﺍﺗﻪ , ﻓﻬﻮﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻟﺬﺍﺕ , ﻓﻤﺘﻰ ﺇﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰﻋﻤﻠﻚ ﻓﻘﺪ ﻧﺴﺒﺖ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﻙ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﻌﺪﻡ ﺷﻬﻮﺩﻙ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ) ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ (ﻓﻔﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﺼﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩﺍﻷﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪﻗﺎﻝ : ) ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺯﺓ ، ﻓﺄﺧﺬ ﺷﻴﺌﺎﻓﺠﻌﻞ ﻳﻨﻜﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻓﻘﺎﻝ : ) ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ، ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ( . ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻓﻼﻧﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻭﻧﺪﻉ ﺍﻟﻌﻤﻞ ؟ ﻗﺎﻝ : ) ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖﻟﻪ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻴﺴﺮ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﻭﺃﻣﺎﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻓﻴﻴﺴﺮ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ . ﺛﻢ ﻗﺮﺃ ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻰ ﻭﺍﺗﻘﻰ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﺴﻨﻴﺴّﺮﻩ ﻟﻠﻴﺴﺮﻯ ﻭﺃﻣّﺎﻣﻦ ﺑﺨﻞ ﻭﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﻭﻛﺬّﺏ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﺴﻨﻴﺴّﺮﻩ ﻟﻠﻌﺴﺮﻯ ( ﻓﻠﻜﻲ ﻻﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻲ ﺃﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧّﻪ ﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ ﺃﻥّﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺤﻖّ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻭﺩﻋﻮﻯﻭﺳﻮﺀ ﺃﺩﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻬﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ (ﺇﻧّﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻷﻧّﻪ ﺭﻭﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻮﻥﻭﺟﻮﺏ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺘﺮﻛﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚﻷﻥّ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠّﺔ ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﻋﻠﻢﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﺄﺭﺍﺩﻣﻨﻚ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻛﻲ ﺗﻮﺣّﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥﺃﻋﻠﻤﻚ ﺃﻧّﻪ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺖ ﺧﺎﻟﻖ ﻋﻤﻠﻚﺻﺢّ ﻟﻚ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪﻓﻤﺘﻰ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧّﻪ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻓﺤﺘﻤﺎ ﺃﻧّﻚ ﺗﺴﻠّﻢ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﻪ ﻓﺘﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ﺍﻟﻼﺣﻖ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﻬﺪﻳﻦ : ﻣﺸﻬﺪ ﻋﻠﻤﻪﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺿّﺤﻪ ﻟﻚ ﻓﻨﺎﺅﻙ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻄﺮﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﻭﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﻓﺎﻋﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻣﺸﻬﺪ ﻫﺬﺍ) ﻻ ﺣﻮﻝ ﻭﻻ ﻗﻮّﺓ ﺇﻻّ ﺑﺎﻟﻠﻪ ( ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻧّﻪ ﺃﻣﺮﻙ ﻓﺠﻌﻠﻚ ﻓﻲﻣﺤﻞّ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻓﻼ ﺣﺠّﺔ ﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻷﻭّﻝ ﻭﻫﻮ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻫﺬﺍ :ﻗﻮﻝ ﺳﻴّﺪ ﺍﻟﻤﺤﻘّﻘﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ) ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦﺃﺣﺪ ، ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ( ﻓﺬﻛﺮﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ) ﺃﻓﻼ ﻧﺘﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻭﻧﺪﻉﺍﻟﻌﻤﻞ ( ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ) ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻜﻞ ﻣﻴﺴﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻴﺴﺮ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ،ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻓﻴﻴﺴﺮ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ( ﻓﻄﺎﻟﺒﻬﻢﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻷﻥّ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻻ ﻇﻬﻮﺭ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻮﺩﻋﻤﻞ , ﻓﻠﻤّﺎ ﺗﻌﻴّﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺃﻭﺿﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞﻻ ﺑﺪّ ﻣﻨﻪ ﻓﻠﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ ﻓﺘﺤﺘّﻤﺖﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ﻓﺒﻤﺠﺮّﺩ ﺗﺮﻛﻚ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﺇﺧﺘﺮﺕ ﻋﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺮﻛﻚ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ ﻓﻤﺎ ﺩﻣﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ : ﺇﻣّﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻘﻮﻯ ﻭﺇﻣّﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺇﻣّﺎﻃﺮﻳﻖ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﻘﺎﻭﺓ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﺑﺪﺍ ﻷﻥّ ﻟﻚﺣﺮﻛﺎﺕ ﻭﺳﻜﻨﺎﺕ ﻓﻼ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎﻓﻬﻲ ﺇﻣّﺎ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﺬﺍ ﻧﺒّﻬﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺃﻥّ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻻ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺘﺮﻛﻪﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻛﻲ ﺗﻮﺣّﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺪﻡ ﺇﻋﺘﻤﺎﺩﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺤﺠﺒﻚﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻓﻌﻠﻪ ﺑﻚﻓﺄﻭﺿﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻬﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ (ﻷﻥّ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﺣﻴﺚﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻠﻮ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻼ ﺟﺮﻡ ﺃﻧّﻚ ﺟﺎﻫﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻬﺬﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﺩﺍﺋﺮﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻘﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻘﺼﻮﺩﻙ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﻤﺘﻰ ﻭﻗﻔﺖﻣﻌﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺣُﺠﺒﺖ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﺗﺴﺮّﺏﺇﻟﻰ ﻧﻴّﺘﻚ ﺍﻟﺰﻏﻞ , ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺩﻋﻮﻯ ﺑﻌﺾﺃﺩﻋﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺭﺩ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻟﺤﺎﻟﻬﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻘﺸﻴﺮﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﺫ ﻻ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺘﺮﻙﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻤﺎﺳﺄﻟﻮﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻹﺗّﻜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ , ﻓﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻲﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ) ﺇﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﺈﻥّﻛﻞّ ﻣﻴﺴّﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ (ﻓﺄﻭﺿﺢ ﺣﻘﻴﻘﺘﻴﻦ : ﺍﻷﻭﻟﻰ ) ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ( ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ , ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ) ﻓﺈﻥّ ﻛﻞّ ﻣﻴﺴّﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ ( ﻓﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﺇﺫ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻨّﺎ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺰﺍﺣﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔﻭﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺬﺍﺕﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﺨﺮﺟﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺭﺑّﻬﻢ , ﻓﺘﺤﺘّﻢ ﻫﻨﺎﻭﺟﻮﺩ ﺃﺩﺏ ﺃﻭّﻝ ﻭﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﺗﺮﻙ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻷﻥّ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻊ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﺎﻗﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻋﺬّﺑﻪ ﺃﻭ ﻋﺎﺗﺒﻪﻭﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻪ ﺛﻢّ ﺫﻛﺮ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ) ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻴﺴﺮ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻓﻴﻴﺴﺮ ﻟﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ( ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺟﻬﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺪﻡﺇﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻞ ﻟﻤّﺎ ﻳﺤﺲّ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥّ ﺣﺴﻨﺘﻪ ﻗﺪ ﺃﺳﺮّﺗﻪ ﺃﻭ ﺃﻥّﺳﻴّﺌﺘﻪ ﻗﺪ ﺃﺣﺰﻧﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻼ ﺗﻄﻠﺐ ﻏﻴﺮﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ ﻓﻬﺬﻩ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎﺩﺗﻚ ﻷﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞﺩﻟﻴﻞ ﻭﻭﺳﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﺎﻳﺔ ﻭﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔﺛﻢّ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺮﻛﻪ ﺑﺤﺎﻝ ﻷﻧّﻪ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﺐﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺃﻥّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺗﻄﻠﺒﻬﻢ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭﺃﻥّ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭﺗﻄﻠﺒﻬﻢ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺧﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻓﻴﺮﻋﺒﻪ ﻋﻠﻢﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺷﻐﻠﻪ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ ﻓﻴﺤﺠﺒﻪ ﻋﻦ ﺭﺑّﻪ ﻟﺬﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ) ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﺑﻦﻭﻗﺘﻪ ( ﻓﻼ ﺗﻬﻤﻪ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻭﻻ ﻻﺣﻘﺔ ﻷﻥّ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪﻭﻫﻮ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﺭﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﻪﻷﻥّ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢﺻﻔﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﺍﺗﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺬﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ , ﺃﻭﺿﺤﺖ ﻟﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻋﻢّﻭﺃﺷﻤﻞ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻲ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻬﻞ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺬﺍﺕ (ﻓﺒﻌﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺸﻬﺪ ﻋﻠﻤﻲﻓﺘﺤﺘّﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺗﻲﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﺩﺑﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻹﻟﻬﻲ , ﻛﻲ ﺗﺘﺤﻘّﻖ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔﻭﺃﻥّ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺗﻄﻠﺐ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺻﻔﺎﺕﺍﻟﺠﻼﻝ ﻓﻤﺘﻰ ﺷﻬﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺳﻠّﻤﺖ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ ﻓﻠﻢﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﺴﺐ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﻟﺮﺑّﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪﻋﻠﻴﻚ ﻭﺳﻮﻕ ﻣﺤﺎﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺘﺘﺒﺮّﺍ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺩﻫﺎ ﻣﻨﻚ ﺃﻭ ﺗﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚﺑﻞ ﺗﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑّﻚ ﺟﻞّ ﻭﻋﻼ , ﺛﻢّ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎﻋﻠﻤﺎ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺘﻰ ﻓﻬﻤﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻥّ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﺣﺪﺓﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻓﻠﻮ ﺇﻋﺘﻤﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻚ ﻓﻘﺪ ﺇﺩّﻋﻴﺖ ﺑﺄﻧّﻚ ﺧﺎﻟﻘﻪﻓﻨﺴﺒﺘﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺇﻋﺘﻤﺪﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﺘﻰ ﺷﻬﺪﺕ ﺃﻥ ﻻ ﺧﺎﻟﻖ ﻭﻻﻓﺎﻋﻞ ﺇﻻّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻟﻬﺎ ﻓﺘﻮﺣّﺪﻫﺎﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﺤﻘﻮﻗﻬﺎ ﻓﺘﻨﺴﺐ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﻘّﺎ ﻻﻳﺠﺐ ﻟﻚ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺩﻋﻮﻯ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﺘﺸﺮﻙ ﺑﺮﺑّﻚ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻚﻭﻋﻤﻠﻚ ...ﻟﺬﺍ ﻟﺨّﺼﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ : ) ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻬﻞ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ,ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻬﻞ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺬﺍﺕ (ﻭﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪﺭﻭﻯ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ : ﺃﻧّﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﺸﻔﻪ ﺃﻥّ ﺷﻴﺨﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭﻓﻜﺎﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﻟﺸﻴﺨﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺩّﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨّﺔﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻜﺎﻥ ﺷﻴﺨﻪﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺤﺒّﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻪ ﻓﻠﻤّﺎ ﻃﺎﻝ ﺍﻷﻣﺪ ﺣﻜﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﻟﺸﻴﺨﻪ ﻣﺎﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻭﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺷﻴﺨﻪ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲّ ﻣﺎ ﻛﺸﻒﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺸﻔﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺙ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﺣﺮّﻙ ﺫﻟﻚ ﻓﻲﻗﻠﺒﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﻟﺮﺑّﻲ ﻭﻻ ﺃﻟﺘﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ , ﻓﻠﻤّﺎﺇﺧﺘﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺗﻪ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﻛﺸﻔﻪ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺭﺩّ ﺷﻴﺨﻪﻓﺮﺃﻩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ... ) ﻧﻘﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ (ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺇﺭﺍﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺃﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺩﻻﺋﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨّﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻋﻠﻮﻡﺟﻤﻴﻠﺔ , ﻓﻼ ﻳﻘﻄﻌﻚ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻃﻊ ﻭﻻ ﻳﺜﻨﻴﻚ ﻋﻨﻪ ﺧﺎﻃﺮ ﺑﻞﺗﻮﺟّﻪ ﻭﺳﺮ ﻭﻗﻞ : ﺃﻧﺖ ﺭﺏّ ﻏﻔﻮﺭ ﻭﻋﺒﺪﻙ ﻋﺒﺪ ﻣﺬﻧﺐ ﻓﻼ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﺇﻻّﺣﻠﻤﻚ ﻭﻻ ﻟﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺇﻻّ ﻓﻲ ﻗﺮﺑﻚ , ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ) ﻓﺄﺅﻻﺋﻚ ﻳﺒﺪّﻝﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴّﺌﺎﺗﻬﻢ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭﺍ ﺭﺣﻴﻤﺎ ( ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ) ﻗﻞﻳﺎﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﻨﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥّ ﺍﻟﻠﻪﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ( ﻓﺘﻮﺟّﻪ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺇﻟﻰﺭﺑّﻚ ﻓﻬﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺒﻴﺎ ﺳﻮﺍﻩ ﺃﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻤﻴﻼ ﻭﻣﺤﺴﻨﺎ ﺇﻻّ ﺇﻳّﺎﻩ , ﻓﺎﺳﻌﺪﻭﺍﻓﺮﺡ ﺑﻪ ..ﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥّ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻵﻳﺔﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ) ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻄﻰ ﻭﺍﺗﻘﻰ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﺴﻨﻴﺴّﺮﻩ ﻟﻠﻴﺴﺮﻯﻭﺃﻣّﺎ ﻣﻦ ﺑﺨﻞ ﻭﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﻭﻛﺬّﺏ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﻰ ﻓﺴﻨﻴﺴّﺮﻩ ﻟﻠﻌﺴﺮﻯ ( ﻧﻬﺎﻳﺔﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻣﻦ ﺁﺗﺎﻩ ﺟﻮﺍﻣﻊ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻬﺬﻩﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﻭﻣﻨﻘﺒﺔ ﻣﺜﻠﻰ ﻻ ﺗﺠﺐ ﺇﻻّ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻓّﻖ ﻣﻦﻳﺴﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﺪﺭّ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ | |
|
| |
| ﺍﻟﻨﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺮﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ للكاتب علي الصوفي من منتديات روض الرياحين | |
|